وجد الفوتوجرافيون المحترفون فيه ضالتهم.. في الكرنفال الشعبي"القرقيعان" الذي لم يعد مقتصراً على الصغار الذين ينتظرونه كل عام في منتصف رمضان المبارك، فحولوه إلى شبه أفلام قصيرة من خلال اللحظات التي يقتنصونها في الشوارع والأزقة والبيوت القديمة، لتفوز عدساتهم بجائزة "أحلى قرقيعان"، أبطالها أطفال تملؤهم البراءة والجمال.

عبدالعزيز البقشي المصور السعودي المحترف، من سكان محافظة الأحساء، وأحد العدسات التي حصدت جوائز على المستوى المحلي والدولي، عاش في مدينة الهفوف ذات التراث المتراكم والغنية باللقطات "القرقعانية"، وأخرجت عدسته لحظات فرح لا تنسى للصبية وهم يجولون ويصولون، حاملين معهم أكياسا مليئة بالحلوى والسكاكر والنقود.

وقال البقشي لـ"الوطن": في كل عام أنتظر هذه اللحظات التي يكون فيها الأولاد والبنات الصغار في أحلى حلتهم بلباسهم التقليدي الخليجي المعروف، ودون أقل جهد تكون الصورة جاهزة لتشبه "فيلماً قصيراً"، وما يساعد المصور في ذلك هو الجو المليء بالابتسامة من قبلهم، فخلال جولتهم على بيوت الحارة يمر على العدسة المئات من الأطفال بألبسة متنوعة الألوان والأشكال، مما يفتح شهية المصور أمامها، وفي كل ساعة تخرج بفكرة جديدة للتصوير ربما أهدتك جائزة في مسابقة ما، بل فيها استعادة لتراث طالما أعجب الكثيرين. واعتبر عبدالعزيز أن فرحة القريعان لم تعد للصغار فحسب، بل هي دخل اقتصادي لأصحاب المحلات الغذائية وبائعي المكسرات والحلوى، أما ربات البيوت والأمهات والآباء فهم الأكثر فرحاً عندما يوزعون "قرقيعانهم" على هؤلاء الأطفال المملوءة حناجرهم بالدعاء لهم ولصغارهم" عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم، يوديكم لأهاليكم".