نعم إنها اليوم الزائد بين أيام الأسبوع، والمحشور حشرا بين صفوفهم، والمسببة للحيرة عن نوعية العمل الممكن تكليفها به! وهي كمالة عدد وتحصيل حاصل وديكور مضاف لتكملة الصورة الناقصة والمحرجة أمام العالم، دون أن يسمح لها بأن تكون فاعلة حقيقية في صناعة القرار؛ وهي الذيل المضاف للجسد والذي يقترح دوما قَصُّه والتخلص منه؛ وهي المسببة للمشاكل والمحرضة على الفتنة والخطيئة! وهي التي تُبخس وتُحقر وتُنتقص قدراتها وتُعيّر بإحدى خصائص جنسها، ويحال دوما إلى الحالة النفسية التي تنتابها كل شهر؛ ويُفترض –بالتأكيد- أنها ستمنعها من تأدية أعمالها على أتم وجه! إنها الرقم الزائد والعدد المفروض قسرا على الأيام الأخرى المنتفخة بأناها ونرجسيتها؛ وجودها في مجلس الشورى أو في الوفود الرسمية أو الأقسام النسائية بالإدارات الحكومية للزينة ولرفع العتب، بينما القرار والحل والربط بيد أيام الأسبوع الأخرى مهما أثبتت من كفاءة، ومهما تحلت به من قدرات ومواهب وقدرة على مواكبة التطور العلمي والتقني، والتعامل مع التفاصيل والخروج من رتابة البيروقراطية! إنها اليوم الزائد؛ لا يمكن أخذها بجدية أو النظر إليها خارج إطار الإغواء والافتتان. وتنقسم ردود الأفعال في التعامل معها إلى حزبين يندر أن تجد ثالثا بينهما، وكلا الحزبين يستخدمان معها نفس الآليات والأدوات وينظران لها ذات النظرة رغم تناقضهما الظاهر، وكل حزب بما لديهم فرحون! فالأنوثة تفتئت دوما على الإنسانية، وهي أولا وأخيرا ليست إلا جسدا وفتنة تستدعي إقصاءها وحبسها داخل جدران البيت.
إنها الرقم الزائد المربك للحياة في المجتمع السعودي، ويكفي فقط إعلان تغيير بسيط يطال وضعها، لتستنهض الهمم وتستنفر الجهود للرفض والممانعة! إنها اليوم الثامن الفائض الذي يقلب الحياة عاليها سافلها، ويحول جلّ المجتمع إلى قوى رفض وشجب واستنكار تستأسد في وجه التغيير، وتجاهد للتمسك بالتقليد محذرة من أية محاولة للتجديد! لتجعل من مجرد تواجد نائبة وزير في مدرسة أولاد- خالية منهم- قضية خطيرة تدك قلاع الفضيلة وتقوض بنيانها؛ ومن تدريس معلمة لأطفال صغار لا يزالون يرتعون في ملاعب البراءة والطهر معركة المعارك التي توجب رفع لواء الاحتساب؛ ومن عملها ككاشير في سوبر ماركت أمرا إدا وحدثا جللا يقتضي مقاطعة من يجرؤ على ارتكابه، وإفساد المجتمع المتوقع من خلاله! ومن بيعها في محلات الملابس الداخلية أمرا مرفوضا، حتى لو كان متسقا مع الطبيعة والفطرة؛ وتفعيله والعمل به يضع حدا لتجاوزات خطيرة وأضرارا فادحة ترتكب عبره!
في توظيف بارع للمرأة كرمز لرفض التغيير؛ والتوجس من أية محاولة للتجديد والتحديث حتى لو كان تغيير أيام الإجازة الأسبوعية، أتت حلقة طاش عن أيام الأسبوع. بينما وظف الزمن ومفرداته وأبعاده، لتأكيد سننية التغيير وحتميته، في لمسات فنية جميلة وحبكة درامية متقنة إلى حد كبير، وترميز يطلق العنان لتفاسير وقراءات متعددة ، مثيرا للأسئلة ومحرضا المتلقي على المشاركة في التأليف والكتابة.. وحتى إن أقصيت ثمونة عن العمل فالساعة الخامسة والعشرون لابدّ قادمة!