بدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة تعد الأهم في مثل هذا التوقيت الحرج، الذي يعيشه اليمن في ظل أنباء عن اقتراب الحسم في شأن هوية الدولة المقبلة، والذي يتبلور في مؤتمر الحوار الوطني، الذي انطلق في الـ18 من مارس الماضي، ويتوقع الانتهاء منه في الـ18 من سبتمبر المقبل.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"الوطن" أن هادي سيبحث مع الإدارة الأميركية المشهد السياسي الكامل في البلاد، خاصة ما يتصل بأفكار يتم تدارسها في أروقة المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني، خاصة لجهة شكل الدولة بعد أن بدأت تتعزز قناعات بضرورة الأخذ بخيار الدولة الاتحادية من عدة أقاليم. وأشارت إلى أن هادي سيطلع الجانب الأميركي على مواقف الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية والتحديات التي يمكن أن تواجهه لتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، في ظل معارضة بعض القوى السياسية والمكونات الاجتماعية لإقامة دولة اتحادية بأقاليم، معتبرة ذلك بمثابة تقسيم البلد إلى مناطق نفوذ.
وذكرت ذات المصادر أن هادي بات على قناعة أن خيار الدولة الاتحادي صار مطلباً ملحاً لاحتواء دخول البلد حرباً أهلية، خاصة مع تزايد النزعات الانفصالية في جنوب البلاد، ما سيجعل إمكانية البقاء على الشكل الحالي للدولة مستحيلا.
وترددت مؤخراً أنباء عن توافق عدد من القوى السياسية على خيار دولة اتحادية مكونة من خمسة أقاليم، اثنان في الجنوب وثلاثة في الشمال، وذلك كمخرج من الأزمة التي تعصف بالبلاد من عدة سنوات وتزايدت بشكل أكبر في السنوات الأخيرة.