مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، حذرت وزارة العمل من خروج العمالة ومزاولة أعمالهم تحت أشعة الشمس، حفاظا على الصحة وحقوق العمالة الوافدة، إلا أن وزارة الشؤون البلدية والقروية لم تلتفت للباعة الموسميين خصوصا الأطفال في شهر رمضان المبارك، أسوة بباعة الخضار والفواكه والذين كانت البلديات قد وفرت لهم أماكن مخصصة للبيع، وترك الأطفال يواجهون حرارة الشمس بقطع كرتونية يلقونها عند أول مشتر يأتي إليهم.
باتت مشاهد قيام الأطفال ببيع مياه "زمزم" أو "السوبيا" في شوارع الرياض، تحت أشعة الشمس الحارقة، مألوفة لقاطني العاصمة منذ بداية شهر رمضان المبارك، ولا يجدي لجوء بعضهم إلى وضع الكراتين أو الأغطية على رؤوسهم من اتقاء أشعة الشمس الحارقة، وهم يقفون خلف عبوات المياه في محاولة لتصريفها وبيعها بأسرع وقت.
ويعتبر الأطفال الذين يعرضون مياه "زمزم" للبيع الأكثر تعرضاً لحرارة الشمس، إذ يبدأون في توافدهم للشوارع منذ ساعات الظهر الأولى وحتى العصر تقريباً، فيما تصل قيمة مياه زمزم إلى 20 ريالا للعبوة الواحدة.
التقت "الوطن" بعدد من الباعة الأطفال، وقال محمد الذي بدت عليه علامات الإرهاق والتعرق إنه يأتي مع والده الذي يضع له 10 عبوات كبيرة من ماء "زمزم"، ويتركه ليعود إليه عند العصر، مشيراً إلى أن معدلات البيع ضعيفة أحياناً وجيدة في أحيان أخرى.
ويبدو الأطفال الذين يبيعون "السوبيا" أكثر جرأة في الإقبال على المشتري واجتذابه، حتى ولو كان داخل مركبته لعرض بضاعتهم عليه، ومحاولتهم إقناعه، ويذكر عبدالله، أحد المشترين، أنه يشتري من هؤلاء الأطفال طلباً للأجر بغض النظر عن مدى جودة المنتج الذي يبيعونه.
ويقبل المشترون بكثرة على شراء مشروب "السوبيا" بعد صلاة العصر، فيما تنتشر العديد من المركبات التي تحمل لوحات إعلانية يعدها الباعة بشكل يجذب الصائمين لهذا المشروب، منهم من يكتب بأنها "السوبيا" الأصلية الحجازية، فيما يضيف البعض إلى اللوحة بعض المنتجات الأخرى لترغيب المارة في التوجه إليهم.