انتقد الفنان والكاتب التشكيلي جلال الطالب، ما اعتبره عدم مواكبة الفنون لهموم الإنسان بشقيه الاجتماعي والسياسي. وقال لـ"الوطن": إن ما يسمى بالربيع العربي، فضح وعرى الفلسفة القائمة عليها أغلب الفنون، وهي فلسفة الفن للفن، فالربيع العربي سواء رغبنا أم أبينا له مؤثرات على ثقافتنا وفننا، هناك من ركب هذه الموجة وهناك من انطفأ وغرق بعجزه عن السباحة، ولا أجد إلا فن البوستر بطل هذا المسرح الكبير بعد أن كان مهملا مهمشا بين الشخوص والمشاهد ليخرج لنا بالمشهد الأخير معلنا (فن الثورة). ويضيف الطالب: من يتابع الصفحات والقروبات بمواقع التواصل الاجتماعي المختصة بالثورات العربية يجد في البوستر إبداعا مذهلا ومؤثرا مواكبا للأحداث كل في موقعه، تأثر الفنانون بها وأثروا فيها، فكان لها هذا الكم من المشاهدات وردود تفوق الـ200 ألف مشاهد إن لم يزد خلال 24 ساعة ودلالة على تفاعل الناس وتأثرهم بهذا الفن. فتطور هذا الفن بمرحلة الربيع العربي من بوسترات إعلانية وتوعوية إلى بوسترات تحريضية وثورية فكان أميز ما عبر عن الثوار والثورات العربية هذا الفن العملاق، الذي عرف كيف يلتحم بعالم الفن الرقمي بعد أن قفز من جدران الشوارع ولوحات الإعلانات التقليدية إلى حائط الفيس بوك والتويتر لتتنفس الحرية في فضاء لا متناه.

وهو ما أكده الفنان المصري المقيم في المملكة هشام محيي، الذي أوضح أن هناك اجتهادا ملموسا من الفنانين التشكيليين الثوار بمصر للظهور على ساحة الإبداع المصرية بجهودهم، ولا شك أن الثورة المصرية أتت بمبدعين جدد وظهرت أسماء عديدة على الساحة، وبالتحديد في مجال التصوير الفوتوجرافي، وظهر فن الجرافيتي، الذي لم يكن معروفا إطلاقا قبل ثورة الـ25 من يناير وهو (الرسم على الجدران) بأسلوب نقدي.