المثالية: هي النجاح في العمل، وتقديم ما يستحق الثناء والابتهاج، وليس ما يردده البعض بأنها من دواعي التملق أو التصنع أو المجاملة، وأحيانا تصويبها (إساءة) بحق شخص ما.

وفي إطارها الحقيقي، أعجبني كثيراً فهد المشيقح نائب رئيس نادي النصر في ردة فعله تجاه العقوبة التغريمية بعشرة آلاف ريال بسبب (دخوله أرض الملعب) دون أن يكون اسمه في كشف المباراة ضد فريق الشباب.

وبدوره، بادر المشيقح للحديث للإعلاميين بعد صدور العقوبة من لجنة الانضباط، واعترف بخطئه، مبرراً ذلك بأنه: "فور إطلاق الحكم صافرة النهاية والأعصاب مشدودة بعد مباراة واكبتها أحداث كثيرة، وخصوصاً بعد التأخر بهدفين وقلبنا النتيجة بثلاثة، دفعني الفرح بالفوز دون شعور وشاركت رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي واللاعبين والجهاز الفني الفرحة داخل الملعب".

وزاد المشيقح أن الغرامة ستودع صباح (الغد) في حساب الاتحاد السعودي لكرة القدم.

هذه (مثالية) تستحق الاحترام والتقدير والثناء، متمنياً أن يكون لاتحاد القدم موقف مماثل بخطاب شكر أو بيان ينوه فيه بهذا العمل الذي بات فريداً في رياضتنا التي تنوء بالسلبيات والتشويه والتقاذف والشتائم والتخوين.

ومما يستحق التنويه في مناسبة جميلة معطرة بسمات الرياضة أن فهد المشيقح يعتبر من أهم الشخصيات الرياضية ويخدمها بسخاء وعطاء وتضحيات، سواء في مناصب رسمية بناديه أو عضو شرف مع جميع الرؤساء، ويثمن له الوقوف مع الأمير فيصل بن تركي وتحمل بعض المسؤوليات المهمة، كما أن ابنه (تركي) من الداعمين لنادي النصر، هذا الشبل من ذاك الأسد.

ومما يعزز تخصيص هذه المساحة للمشيقح أن الغالبية من منسوبي الأندية، وفي مثل هذه القضايا وبدلاً من الصمت كـ(حكمة)، يصادمون اللجان ويشتمون ويتوعدون ويهددون ويشككون.

ولذا لا بد من تكرار الشكر والتقدير لفهد المشيقح الذي يعتبر مثالاً للرياضي الحقيقي، مبتهلاً للمولى العلي القدير أن يكثر من أمثاله وممن يعززون لحمة الوطن من خلال الرياضة.

وأتمنى أن تُستثمر مثل هذه الإيجابيات التي تساهم في تخليص الرياضة من السلبيات المتراكمة، ولكن الجهات المعنية ما زالت كسولة أو تتكاسل في التجاوب مع الملاحظات والمقترحات، وليس أسهل من أن يتصافح لاعبو الفريقين في الدائرة بعد المباريات ويحيّوا الجماهير، هذا المقترح المعمول به آسيويا، طرحناه كثيراً وتكراراً دون تفاعل..!

** تمريرات **

= ليس أسوأ مما يحدث في ملعب الأمير فيصل بن فهد بإعادة استخدامه قبل جاهزية منافذ الدخول، والنتيجة تهديد حياة البشر..!!

= إلى متى وإستاد الملك فهد الدولي (درة الملاعب) غير قادر على تحمل مباريات الشتاء بسبب سوء الصيانة ورداءة العمل وضعف الحس الرقابي.

= قلتها كثيراً، بأن ياسر القحطاني (بنصف مستواه) أفضل عن غيره، وأن مشاركته مهاجماً ثانياً تصنع حلولاً للفوز، ها هو يحقق أرقاماً ناصعة بالمشاركة في الشوط الثاني أمام النصر والشعلة والنهضة، وأكثر جودة (أساسياً) أمام الفتح. والأكيد أنه يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية العمل والجاهزية لكي يلعب.

= سلطان الدعيع نموذج لأهمية منح الفرصة والثقة بدلاً من (مرمطة) اللعب في الفريق الأولمبي طويلاً إلى أن تذبل الموهبة.

= منصور الحربي وإبراهيم هزازي عادا لتشويه صورتيهما، وأعجبني المدرب (بيريرا) في ردة فعله على الحربي بنهره، بقي دور إدارتي الأهلي والاتفاق وكذلك لجنة الانضباط في ردع الحربي وهزازي.

= حسين عبدالغني، ومحمد نور، وسعود كريري من النماذج الخبيرة التي تستحق الاحترام والثناء أداء وانضباطاً.