لم تمض أيام على تأسيس زملاء جمعتهم مقاعد الدراسة بالصف الثالث الثانوي قبل نحو 17 عاماً في "قروب" عبر برنامج "الواتس أب" المتوفر بالهاتف الجوال، حتى تطور الاجتماع "التقني" لـ"واقعي" للأعضاء بإحدى الاستراحات وتناول طعام "الإفطار الرمضاني" و"السحور" بشكل جماعي. وحول فكرة إنشاء القروب أوضح لـ" الوطن" مؤسسه مبارك محمد الشهراني أنه لمس النتائج الاجتماعية الإيجابية لبعض "القروبات" التي يشارك فيها بعض زملاء "العمل" و"الأقارب"، فبادر باستشارة زملاء دراسة يمتلك أرقام هواتفهم، حول فكرة تأسيس قروب لزملائهم بالصف الثالث الثانوي بشقيه "العلمي والأدبي" الذين تخرجوا عام 1417 من ثانوية كود بتندحة بمحافظة خميس مشيط، فكانت الردود إيجابية على الفكرة وتأييدها، وتم التواصل مع الزملاء الذين تتوفر أرقامهم، وهم بدورهم يوفرون أرقام زملاء لهم يمتلكون أرقامهم.. وهكذا، حتى وصل عدد أعضاء القروب لنحو 25عضوا، وتمت تسمية القروب "زملاء دراسة وأحباب"، وإعداد رسالة ترحيبية للجميع، نصها "مرحباً بك زميلنا خريج الصف الثالث الثانوي في عام 1417، بين زملائك وإخوانك بنفس المرحلة".

وبين الشهراني أن الجميع بادروا بمشاركات حماسية امتزجت بعبارات "الترحيب" و"الشوق" و"الذكريات" لأيام الدراسة، وتم تخصيص موعد زمني لحضور الجميع بالقروب بهدف إعطاء كل عضو نبذة عن مشواره "العلمي" و"العملي" و"الاجتماعي" منذ تخرجه حتى وقتهم الحالي، فكانت استجابة الأعضاء جادة، مشيراً إلى أن من المصادفات أثناء التعريف أن هناك أعضاء يقيمون لظروف عملهم بمدينة واحدة منذ سنوات، ولم يكن لديهم معلومة بتواجد زملائهم بنفس المدينة.

وأضاف الشهراني أن الحوار كان ساخناً في القروب خلال الأيام الأولى لتأسيسه، وتضمنت مشاركات الأعضاء بعض المواقف وخاصة "الفكاهية" و"الجادة"، إضافة لاسترجاع أسماء بعض المعلمين الذين درسوهم والسؤال عن أخبارهم، مشيراً إلى أن الأعضاء تحمسوا لفكرة أطلقها أحد أعضاء القروب تضمنت مقترحاً بالخروج من الاجتماع "التقني" عبر الجوال لـ"الواقعي" بإحدى الاستراحات القريبة، وتناول وجبتي "الفطور الرمضاني" و"السحور" بشكل جماعي، مع ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية، فسارع الجميع بالترحيب والتأييد بالفكرة وتحديد أمس موعداً لتنفيذها، بل تكفل أحد أعضاء القروب بتأمين الاستراحة على حسابه الخاص، وزملاء تكفلوا بـ"الإفطار الرمضاني" وآخرون بـ"السحور"، وأسند للبعض مهمة تنظيم اللقاء والتواصل مع جميع الزملاء والتأكيد عليهم للحضور، وخاصة الذين لا يمتلكون برنامج "الواتس أب"، لافتاً إلى أن لحظات الاستقبال والسلام بالاستراحة بين الزملاء كانت "حماسية" وبـ"الأحضان" بعد طول غيابهم عن بعض، ولم يخل اللقاء من استرجاع ذكريات الدراسة وما فيها من مواقف، إضافة لتخصيص نشاط رياضي تضمن إقامة مبارة بين طلاب "العلمي" و" الأدبي" كما كانوا ينفذونها أيام الدراسة.

وحول نتائج اللقاء أكد الشهراني أن الجميع أبدوا سعادتهم للفكرة، وخاصة من انقطع منذ سنوات للدراسة في الخارج وعودته وانشغاله بحياته العملية، ولم يلتق بزملائه خلال تلك السنوات حتى أثناء الإجازات، إضافة لخروج المجتمعين بتوصيات، منها اعتماد لقاء رمضاني سنوي لهم، والتواصل مع معلميهم السابقين وإدراجهم ضمن قروب برنامج "الواتس أب" في حال رغبتهم ودعوتهم للمشاركة بالاجتماعات المقبلة.