أعلنت الحكومة اليمنية رفع تأهبها الأمني إلى درجته القصوى في ظل معلومات متواترة عن قرب تنفيذ تنظيم "القاعدة" هجمات تستهدف المصالح الغربية في البلاد، في وقت طالبت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياها بمغادرة البلاد على الفور، تزامن ذلك مع تنفيذ طائرة أميركية بلاطيار غارة جوية على سيارة كانت تقل عدداً من عناصر التنظيم في مأرب أسفرت عن مقتل أربعة على الأقل وإصابة عدد آخر، وشوهد تحليق مكثف لطائرات في أجواء العاصمة صنعاء صباح أمس أثارت مخاوف وهلع السكان، إلا أن صنعاء قالت إنها تابعة لسلاح الجو اليمني وليست أميركية. وعززت السلطات الأمنية من إجراءاتها لحماية مقار السفارات والممثليات الدبلوماسية الغربية في صنعاء، وطلبت وزارة الخارجية الأميركية من رعاياها في اليمن مغادرة البلاد فوراً بسبب توقعات بهجوم محتمل من"القاعدة"، ووصلت طائرتان إلى مطار صنعاء الدولي لتقل الموظفين بالسفارة وبعض المسؤولين المهمين في شركات أميركية عاملة في البلاد.

وحذت بريطانيا حذو أميركا، حيث أجلت سفارة المملكة المتحدة موظفيها بصنعاء، وأقامت حواجز إضافية أمام مبنى السفارة تحسباً لأية طوارئ، وانضمت سفارة هولندا إلى قائمة السفارات الغربية التي أغلقت أبوابها حتى العاشر من أغسطس الجاري.

وعاودت الطائرات الأميركية من دون طيار شن غاراتها على أهداف "القاعدة" فقتلت فجر أمس أربعة من مسلحي التنظيم بمنطقة عرق شبوان بوادي عبيدة في محافظة مأرب، في غارة هي السادسة التي تشنها على أهداف للقاعدة خلال شهر رمضان. وكانت اللجنة الأمنية العليا أعلنت عن ملاحقة 25 من عناصر "القاعدة" ورصدت مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين ريال (حوالي 23 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود إلى أحد المطلوبين منهم، جميعهم يحملون الجنسيتين اليمنية والسعودية، قالت إنهم يخططون لشن هجمات إرهابية تستهدف مصالح حيوية وسفارات غربية. وقالت اللجنة، وهي أعلى هيئة عسكرية في اليمن ويرأسها الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي عاد من زيارة مهمة إلى واشنطن، "إن أجهزة الأمن حصلت على معلومات تفيد بشروع عدد من العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة بالتخطيط لأعمال إرهابية تستهدف منشآت ومقار عامة وخاصة في عدد من محافظات الجمهورية أواخر رمضان وخلال إجازة عيد الفطر".

ونشرت اللجنة صورا وبيانات شخصية للمطلوبين بينهم أمير جماعة أنصار الشريعة جلال محسن منصور بلعيد، الذي قاد مسلحي التنظيم في وقت سابق في محافظة أبين وأعلن بعض مدنها إمارات إسلامية، بالإضافة إلى ثلاثة من قادة التنظيم الذين يحملون الجنسية السعودية وهم: إبراهيم الربيش، وإبراهيم العسيري، ومشعل محمد الشدوخي.

من جهة أخرى، أسقطت عناصر قبلية مروحية للجيش اليمني أمس، مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود. وقال مصدر قبلي إن المكلف حماية المنشآت النفطية، العميد حسن مشعبة، كان على متن المروحية، وإن اشتباكات نشبت بين الجيش وعناصر قبلية كانت تمنع إصلاح أنبوب للنفط في محافظة مأرب، تعرض لتفجير الأسبوع الماضي.