بدءاً من عصر يوم أمس وحتى ساعة متأخرة من المساء انطلق عدد كبير من الشباب تشاركهم عمالة وافدة لحجز مواقعهم على جنبات الشوارع الرئيسة بمدينة جدة بمركباتهم الخاصة تعلوها أكياس الأرز تمهيدا لبيعها كزكاة للفطر، وعلى الجانب الآخر زود أصحاب مواقع رسمية ومصرح لها من الأمانة مواقعهم بكميات كبيرة من الأرز تمهيدا لبيعها في سباق محموم مع من انتشروا بشوارع جدة من الأفراد الذين لا يحملون تصاريح بيع.

وفي جولة لـ "الوطن" خلال هذه الفترة، تم رصد آخر لحظات بيع زكاة الفطر بدءاً من انتشار عشرات الشباب أمام أبواب المساجد يحملون كوبونات تعود لجمعية البر الخيرية وللمستودع الخيري؛ بحيث يتم دفع قيمة 15 ريال للكوبون الخاص بزكاة الفطر و 150 ريالا للكوبون الخاص بكسوة العيد وكوبونات أخرى تخص الصدقة بأسعار مختلفة. وبأحد المواقع الرسمية والمصرح لها ببيع زكاة الفطر، تحدث لنا مساءً على ضوء عقود من الكهرباء وصوت مولد كهربائي خاص المواطن عطية الزهراني عن كونه يحمل تصريحا نظاميا يخول له بيع زكاة الفطر منذ نحو 17 عاما بموقعه على شارع صاري؛ حيث يقوم ببيع زكاة الفطر بقيمة 15 ريال للفرد من خلال أكياس تم تعبئتها خصيصا لزكاة الفطر بحسب عدد الأفراد المراد دفع الزكاة عنهم. وبين الزهراني أنه يكتفي بالبيع ولا يعمل على إيصال الزكاة، مشيرا إلى اتفاقه مع جمعية البر الخيرية بجدة منذ العام الماضي على تزويده بعدد من المركبات التابعة لها ليستطيع أي مزكي أن يسلم زكاته لها لتقوم الجمعية بتوزيع الزكوات وإيصالها لمستحقيها في حال رغب المزكي ذلك أو بإمكانه أخذها معه وإيصالها لمن يعرفه من مستحقيها

وأضاف الزهراني أنه بهذه الطريقة يضمن المزكي إيصال زكاة فطره إلى مستحقيها في إشارة إلى عدد كبير من الجاليات الأفريقية التي توجد بالقرب من موقعه نفى قيامه بإعطائهم أيا منها لكونه وبحسب خبرته الطويلة في هذا المجال يعلم أن هؤلاء الناس لا يكتفون بما يعطون وإنما يطلبون المزيد، مؤكدا على أن هنالك من يقوم بأخذ هذه الكميات من الأرز وإعادة بيعها مرة أخرى.

وعن حال انتشار العديد من الشباب في مواقع مجاورة له وبيعهم لزكاة الفطر من الأرز، أوضح أن هذا عمل غير حضاري وغير منظم مطالبا بمتابعة مثل هذا الوضع من قبل الجهات المختصة وإلزام من يقوم بذلك بالحصول على تصريح بيع وموقع معتمد لضبط عملية أداء زكاة الفطر.