م. حسين سالم آل سنان


قبل فترة قادتني الظروف لدخول مكتب أحد المسؤولين في دائرة حكومية، وقد لفت نظري أسلوبه الخشن، وتعليقه على ثوب أحد المواطنين. حيث أبدى انزعاجه من الزري الذي يزين الثوب؛ وقال إنه يشبه ملابس النساء. لقد كان ارتباك وخجل المواطن واضحا من تبريره بأن الثوب يخص أخيه، وأنه فقط اضطر لذلك. لقد كبت ذلك الشاب غضبه وأجبرته حاجته لذلك المسؤول على السكوت وعدم الرد بطريقة مختلفة.

ألم يحدث لكم مثل هذا الموقف أو "على الأقل" حدث أمامكم؟ والذي يستغل "وأشدد على كلمة يستغل" فيه بعض المسؤولين حاجة الناس لهم أو موقعهم الإداري أو الوظيفي لإلقاء بعض الملاحظات غير اللائقة التي قد يكون فيها تدخل مباشر في الخصوصيات، وهو يعرف مسبقا أن الواقف أمامه لن يستطيع الرد عليه لضعف موقفه بسبب الحاجة أو الخوف من تسلطه أو جهله بحقوقه، وكيف له أن يردها وما بقي له سوى أن "يكتفي شره وأذاه" بالسكوت عن حقه.

أعتقد أن هذا من أسوأ أساليب استغلال الوظيفة، والسؤال المطروح هو كيف يمكننا أن نساعد من يقعون فريسة لهذا النوع من الفساد الإداري المقيت؟.