حقق اجتماع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف، أول من أمس، تقدماً محدوداً بشأن التفاهم حول الأزمة السورية. وقال الأخير في تصريحات صحفية أمس، إن هناك اتفاقاً على ضرورة تنظيم مؤتمر "جنيف -"2 الدولي للسلام في سورية. وأضاف "آراؤنا متطابقة، ومهما حصل يجب أن ندعو إلى هذا الاجتماع في اقرب وقت ممكن"، مشيراً إلى أن دبلوماسيين من البلدين سوف يلتقون في نهاية شهر أغسطس الجاري لبحث تنظيم هذا المؤتمر الدولي. بدوره قال كيري إنه لا يتفق على الدوام مع نظيره الروسي "حول المسؤولية عن أعمال القتل أو بعض السبل للمضي قدماً. لكننا نتفق وكذلك بلدانا على أنه من أجل تجنب انهيار المؤسسات والانزلاق نحو الفوضى، فإن الرد الأخير هو حل سياسي متفاوض عليه".

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن أمينها العام بان كي مون أشار إلى ضرورة إطلاق عملية التحضير لمؤتمر جنيف حول سورية وذلك خلال لقائه لافروف. وندد بان كي مون بالأزمة الإنسانية المتفاقمة وتزايد عمليات العنف الطائفي، حسبما ذكر بيان صادر عن المنظمة الدولية. يأتي ذلك فيما أعلن في إيطاليا العثور على 6 جثث على شاطئ قريب من مدينة كاتانيا وإنقاذ حوالى 120 آخرين وصلوا من سورية. وكان هؤلاء المهاجرون وبينهم نساء وأطفال، قد غادروا سورية قبل أسبوعين وغيروا المركب عدة مرات قبل أن يتركهم المهربون في قارب صغير على بعد 11 مترا من الشاطئ، كما أوضح مسؤول في الشرطة الإيطالية.

على صعيد ميداني، لقي 20 شخصاً على الأقل مصرعهم في قصف نفذه الطيران الحكومي فجر أمس على ريف اللاذقية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طيران الأسد قصف بعنف بلدة سلمى بجبل الأكراد فجر أمس. وأضاف أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة وأشلاء متناثرة في المكان. وأن من بين القتلى 10 مدنيين تحولوا إلى أشلاء. وكان مقاتلو المعارضة السورية قد أحرزوا تقدماً في ريف اللاذقية حيث استولوا على عدد من القرى. وتخوض القوات النظامية معارك لاستعادة هذه القرى ومحاربة الثوار الذين قرروا فتح جبهة جديدة رداً على تعرض المناطق التي يوجدون فيها لقصف حكومي. وكانت فصائل مسلحة بينها حركة أحرار الشام وكتائب من الجيش الحر قد بدأت قبل أيام ما سمته "معركة تحرير الساحل"، وباتت بعد أيام من القتال على مسافة 20 كيلومترا تقريبا من بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس الأسد. وقال المرصد السوري إن اشتباكات دارت بين قوات المعارضة ورتل من القوات النظامية كان متجها من جسر الشغور بإدلب نحو قمة النبي يونس باللاذقية، وأشار إلى تدمير المقاتلين 3 دبابات، ومقتل وجرح جنود نظاميين.

وفي ريف حلب قال المرصد إن القوات النظامية أعدمت 12 مواطناً بينهم امرأة في قرية تبارة السخاني. وأن الإعدامات تمت ليل أول من أمس بعد اقتحام القوات النظامية للقرية. كما سيطرت المعارضة على عدة مبان حكومية في بلدة دير الزور. وقالت لجان التنسيق إن الثوار استولوا على مقري حزب البعث ومبنى التأمينات حيث كانت تتمركز قوات كبيرة من الجيش. وفي دمشق أكد ناشطون أن قوات النظام قصفت حي العسالي بصواريخ أرض أرض، كما قالوا إن النظام استمر في قصفه لحيي جوبر والقابون بشكل مكثف. وقالت لجان التنسيق وشبكة شام إن الجيش الحر صد محاولة للقوات النظامية لاقتحام حي برزة شمالي العاصمة. وأشارت إلى اشتباكات متزامنة بمنطقة شبعا على طريق دمشق الدولي بين الجيش الحر ولواء أبي الفضل العباس الموالي للنظام، كما وقعت اشتباكات في دوما على الطريق بين دمشق وحمص. وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات في حي القدم الدمشقي من جهة جورة الشريباتي أثناء محاولة اقتحام الحي من القوات النظامية.