كثفت القوات الأمنية المصرية مدعومة بقوات الجيش من عملياتها العسكرية في سيناء بعد تزايد الهجمات التي يشنها المتشددون على المقرات الأمنية ومراكز الشرطة ونقاط التفتيش في شبه الجزيرة. وبالأمس سقط 25 متشددا بين قتيل وجريح بعد قيام الطائرات الحربية بقصف أهداف لمتطرفين إسلاميين بمنطقتي التومة والجميعي بمحافظة شمال سيناء. وأكدت مصادر أمنية أن الجيش يلاحق في سيناء متورطين في قتل 16 جندياً مصرياً برفح العام الماضي. وأضافت المصادر أنه تم إلقاء القبض على أعداد كبيرة من الإرهابيين، وجار مداهمة مواقع جديدة بعد انتهاء مهمة الطائرات الأباتشي المسلحة التي تؤمن تحركات القوات الأرضية، التابعة للجيش الثاني الميداني.

مشيرة إلى أن الطيران الحربي قام بإطلاق الصواريخ على أوكار الجماعات الجهادية برفح والشيخ زويد، وبدأت المرحلة الثانية من العملية العسكرية من خلال القوات البرية في تمشيط المنطقة المحيطة بمنطقة العمليات. وتعليقاً على تطورات الأحداث قال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أحمد محمد علي إنه تم رصد مجموعة إرهابية بشمال سيناء والتعامل معها، من بينهم عناصر ممن تلوثت أيديهم بدماء 16 جندياً في النقطة الحدودية برفح أثناء تناولهم وجبة الإفطار في الخامس من أغسطس من العام الماضي.

وأضاف "من بين المتشددين الذين تم رصدهم من شارك في عملية اختطاف الجنود السبعة في الخامس عشر من مايو من نفس العام، وكانت تلك المجموعة الإرهابية تخطط لتنفيذ عملية إجرامية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية وأهالي شمال سيناء".

وكانت القوات المسلحة المصرية قد شنت أمس بصورة خاطفة عملية أمنية واسعة شملت العديد من أنحاء شبه الجزيرة، شاركت فيها القوات الجوية التي لا تزال تقصف عدداً من الأهداف الأرضية بمدينة الشيخ زويد، وفق ما أكد مصدر أمني.

كما تعرض قسم ثاني العريش أمس إلى إطلاق نار من قبل مسلحين، دون وقوع إصابات من الجانبين. كما أصيب مواطن بطلق ناري في الكتف أثناء مروره بأحد نقاط التفتيش، وتم نقله إلى مستشفى العريش العام لتلقي العلاج.

وأشارت مصادر إعلامية إلى أن القصف الذي نفذته الطائرات الحربية على أوكار المتشددين بالأمس يعتبر الأعنف منذ بدء التطورات الأخيرة في سيناء، مشيرة إلى أن ألسنة اللهب تصاعدت بشدة عقب استهداف مكان بالقرب من محطة كهرباء الوحشي جنوب العريش. كما سمع صوت دوي انفجار هائل على ساحل مدينة الشيخ زويد، وصوت إطلاق نيران من أسلحة ثقيلة بمحيط مدينة العريش.

في غضون ذلك تعرض ادي ضباط قوات الشرطة بالعريش إلى اعتداء بصاروخ "جراد" أطلقه متشددون أمس، إلا أن الصاروخ أخطأ الهدف وسقط في منطقة خالية من السكان، مما أدى إلى إصابة أحد الجنود. وقالت مصادر أمنية مسؤولة إن سقوط الصاروخ أحدث دوياً هائلاً في المنطقة، ونتج عن انفجاره وارتطامه بالإسفلت دخان كثيف، كما تسبب في تساقط زجاج نوافذ بعض العمارات والمباني المجاورة. مما أحدث رعباً واسعاً وسط السكان والمدنيين. يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان السلطات المصرية أن طائرات أباتشي تابعة للجيش أطلقت أول من أمس عدة صواريخ على مسلحين في منطقة التوما جنوب الشيخ زويد. وأضافت المصادر أن مدنيين اثنين أصيبا في هجومين مسلحين منفصلين على مركز للشرطة ونقطة تفتيش في المدينة. وأكدت استمرار حملات التمشيط للقبض على الجناة.

إلى ذلك تكثف أجهزة الأمن بالقليوبية شمال القاهرة جهودها لسرعة كشف غموض حادث قيام 4 أشخاص مجهولين بإطلاق الرصاص على أحد عناصر الشرطة بقطاع الأمن المركزي وقتله أثناء توجهه إلى مقر عمله. حيث عثر أهالي المنطقة على جثة الشرطي وبها آثار عدة طلقات نارية وملقاة وسط المزارع.