أكثر من مرة، كان محمود سعد، مثل غيره من إعلاميي مصر الحبيبة، يجاملون الرئيس المصري آنذاك، حسني مبارك، وإن كانت مستويات المجاملة والمحاباة، تختلف من إعلامي لآخر، وإن كان محمود سعد ـ والحق يُقال ـ من أقلهم ميلا لعهد حسني مبارك، إلا أنه لم يخرج من الجو المجاملاتي العام، في تلك الفترة.

طبعا، أقول هذا، عن بعض ممارسات محمود سعد، في برامجه السياسية، وإلاّ فبرامجه المتعلقة بالشأن العام والسينما والفن، كانت في قمة الوعي والجمال، وليت محمود سعد بقي في الشأن الفكري والفني والاجتماعي، وابتعد عن لوثة السياسة، فالداخل فيها مفقود، والخارج منها مفقود.

بعد موجة المجاملة لحسني مبارك ـ وإن كانت قليلة كما قلت ـ عاد محمود سعد لمجاملة جديدة مع محمد مرسي، انقلبت لعداوة وبغض بعد فترة، وهو الذي قال بنفسه: "أنا من اللي اتنيّلوا وانتخبوك".

الآن يعود محمود سعد لمناصرة ومجاملة السيسي، وحكومة عدلي منصور، ثم ينتقدها، ثم يجاملها، ثم ينتقدها.

أنا أعذر محمود سعد في هذا التذبذب، والتباين في مواقفه السياسية، لسبب بسيط، وهو أن الحالة السياسية المصرية متقلبة أصلا، وغير واضحة، وغير مفهومة، ولهذا تمنيت، وما زلت أُعيد الأمنية، أن يبتعد محمود سعد عن الطرح السياسي، وأن يبقى محمود سعد الذي أحببناه، كواحد من أهم إعلاميي مصر ومثقفيها، منذ بدأ طرحه الجميل في قناة دريم.

على محمود سعد، أن يجيب عن هذا السؤال بنفسه:

ما الذي يريده محمود سعد؟