أثارت استقالة نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية الدكتور محمد البرادعي من منصبه عاصفة من الغضب، من جانب من كانوا يؤيدونه ويدعمونه حتى ساعات قليلة قبل تقديم استقالته. ورأى بعضهم أن استقالة البرادعي في هذا التوقيت الحرج لها آثار ضارة على الأوضاع داخل مصر، مشيرين إلى أن الواجب الوطني كان يفرض عليه الوقوف إلى جانب حكومته وشعبه، في مواجهة الأحداث العاصفة التي تمر بها مصر. وأشار بعضهم إلى أنه حتى وفي حالة وجود اختلاف في وجهات النظر، فإنه كان من الأولى بالبرادعي أن يسجل موقفه ويظل داخل منظومة القيادة حتى تتجاوز البلاد هذا المنعطف الفارق في تاريخها.

بداية ينتقد الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، تقديم البرادعي لاستقالته في هذا الظرف، ويقول: "نائب الرئيس السابق فشل في تنفيذ رؤيته وإقناع الإخوان بها، وهو يعلم قبل غيره أن هناك مبادرات متعددة خارجية وداخلية حاولت نزع فتيل الأزمة، وسعت إلى حقن الدماء، ولكن الإخوان هم الذين تعنتوا وأفشلوا جميع هذه المبادرات، وسعوا للمواجهة بمختلف الطرق". وأضاف "رغم ذلك أرى أن أمامه فرصة جديدة ليثبت وطنيته، وذلك من خلال قيادته لوفد شعبي لإقناع المجتمع الدولي بحقيقة الأوضاع في مصر".

من جهته، قال رئيس حزب الحياة المهندس مايكل منير "استقالة البرادعي ما هي إلا ذريعة للتدخل الأجنبي في الشأن المصري لحماية جماعة الإخوان، خاصة وأنه حاول تجميل موقف الإخوان دوليا منذ عودته إلى مصر، والآن يقدم لهم غطاء سياسيا لحرق مصر، ويعطي ذريعة للمجتمع الدولي في التدخل لحماية القتلة".

وفي ذات السياق، وصف رئيس حزب المؤتمر محمد العرابي، الاستقالة بأنها "تعبير عن موقف متخاذل"، وقال: "هذه الاستقالة أتت في وقت تخوض فيه مصر معركة ضد الإرهاب والبلطجة، وتواجه تنظيما دوليا مدعوما بقوى خارجية". وأضاف أن المكتب السياسي لحزب المؤتمر الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى قرر تقديم طلب لجبهة الإنقاذ؛ كي تستبعد البرادعي وإلا فسينسحب حزب المؤتمر من الجبهة.

بدوره، انتقد رئيس حزب الإصلاح والتنمية أنور السادات الاستقالة وقال: إنها أتت "لإرضاء الغرب على حساب الوطن، وهروبا صريحا من المسؤولية التي أثبت صراحة أنه غير قادر على تحملها". وطالب السادات مؤسسة نوبل بسحب جائزتها التي سبق أن منحتها للبرادعي في مجال السلام قبل سنوات. أما مستشارة الرئيس الموقت لشؤون المرأة سكينة فؤاد فقالت: "البرادعي يعلم كم المبادرات التي تم عرضها من أجل الخروج من المشهد بشكل سلمي، ولكن الإخوان هم من تعنتوا وعرقلوا كل مبادرات المصالحة التي عرضها، واستمرار اعتصامات الإخوان كان يسبب خطورة شديدة علي الأمن القومي لمصر، وكنت أتمنى من البرادعي أن ينضم لوحدة الصف الوطني في حالة التكاتف الحالية، وألا يتقدم باستقالته، وأن يعلي مصلحة الوطن".وكان النائب العام المصري المستشار هشام بركات قد تلقى بلاغاً أمس يتهم البرادعي بالخيانة العظمى في حق الوطن. وقال مقدم البلاغ طارق محمود "البرادعي تخلى عن بلاده في هذه المرحلة الحرجة، مما أعطى الفرصة لتأليب الرأي العام العالمي على مصر، بعد تصريحاته بأنه غير موافق على فض اعتصامي رابعة والنهضة. وأضاف "نطالب بمنعه من السفر حفاظاً على الأمن القومي المصري".