لو طلبت من أحدهم أن يضع لك توقعاته لمباراة النصر والأهلي التي ستقام هذه الليلة وقدم لك مائة توقع، أليس من الوارد أن يَصدُق أحد توقعاته.. هل يحق لنا أن نقرن هذا التوقع مستقبلاً بمصداقيته ونترقب توقعاته.. هذا ضربٌ من الغباء.. شيء من ذلك حدث حينما أطلق المنجم التونسي "حسن الشارني" مئات التوقعات، ومن ضمنها تنبؤاته بموت الأميرة الجميلة "ديانا" عام 1997.. وموت "ياسر عرفات" في ظروف غريبة قبل عشر سنوات تقريباً.. وكان من الطبيعي أن تَصدُق توقعاته.. أنت تستطيع هذه اللحظة أن تطلق مائة توقع غير واضحة الملامح تحت مسمى تنبؤات، ومن المنطقي أن يتحقق جزء من توقعاتك!
لماذا أتحدث مجدداً عن أكاذيب المنجمين العرب.. نحن على مشارف عام 2014 وستحفل الفضائيات العربية خلال اليومين القادمين بهؤلاء المرجفين، الذين يبثون أمنياتهم الدفينة وأحلامهم الخبيثة على شكل تنبؤات.. تماماً كما فعل أشهر المنجمين العرب -التونسي الشارني والمغربي الخطابي والمصري شاهين- الذين تنبؤوا جميعهم بحدوث زلازل في السعودية خلال 2013، وفتن طائفية، إضافة إلى موت عدد من حكام الخليج.. وطارت وسائل إعلامية كثيرة بهذه الأمنيات والآمال التي تحطمت بفضل الله..
هؤلاء -كما قلت غير مرة- لم يستطيعوا أن يتنبؤوا بأي شيء يذكر من كل ما جرى حولنا منذ موت بوعزيزي وحتى اليوم -"وعندَهُ مَفاتحُ الغيبِ لا يَعْلَمُها إِلا هو"- سقطت حكومات وانهارت أنظمة ديكتاتورية وشمولية.. وتشتت رؤساء، منهم من قُتل ومن هَرب ومن سُجن ومن أصيب ومن لا يزال يقاوم.. ولم يستطع أي منجم عربي أن يقدم إشارة بسيطة أو حتى إيماءة لما حدث!
لكنهم -ركز معي هنا- يتنبؤون بشؤوننا في السعودية، ويطلقون أحلامهم وأمنياتهم.. ويجدون من يروج لهم..
ما الخلاصة مما سبق؟! نحن بحاجة ماسة لأن يسقط هؤلاء المنجمون من اهتمامات وحسابات الإعلام العربي المحسوب علينا.. إتاحة الفرصة لهم لبث أحقادهم غباء مستحكم له آثار سلبية، ينطبق عليه المثل الشعبي: "غبّر يا ثور على قرنك"!