كان بودي لو أن معالي الوزير "؟" استمع إلى مداخلة وكيل وزارته إلى قناة "الإخبارية" السعودية ليلة إعلان صدور الميزانية العامة كي يتيقن صاحب المعالي أن ركنا جوهريا من أركان الوزارة لم يستطع الجواب على حتى مجرد سؤالين بسيطين في صلب عمل صاحب "السعادة" وكيل وزارته. كان يهرب من الجواب لأنه حتى لم يكلف نفسه عناء ورقة صغيرة يكتب فيها مشاريع الوزارة قبل أن تأخذه نشوة الظهور على التلفزيون. أما أمنيتي باستماع الوزير للمداخلة فلأن صاحب المعالي هو القرار في "الحساب" وغير مهم على الإطلاق لو استمع كل الشعب إلى مداخلة "الوكيل" لأنهم لا يملكون جناح بعوضة من المحاسبة.
نحن نعرف يا صاحب السعادة، وكيل الوزارة، أن حكومتنا "رشيدة" راشدة ولا داعي لأن تتحفظ بهذا التكرار "الحكومة الرشيدة" حين سألك المذيع عن مشاريع الميزانية المنصرمة لوزارتك الموقرة.
كلنا، صاحب السعادة، وكيل الوزارة الموقر نعرف أن "الحكومة رشيدة" وأنها رصدت لوزارتك 80 مليار ريال، ولكننا مع هذا الرقم الملياري الضخم لم نكن نتوقع منك في مداخلة قصيرة أن تأخذنا إلى حصة الإنشاء والتعبير. كلنا نعرف مثلك أن "الحكومة رشيدة" لم تقصر ولم تبخل لا عليك ولا علينا بشيء، ولكننا كنا نتوقع أن نسمع منك تفاصيل ما تصديت له على الأقل في اسمك الوظيفي "المركون" إلى جوار اسمك على الشاشة. أما أن تظهر علينا ليلة اشتياق الشعب لسماع قائمة المشاريع في ميزانيته، ثم نكتشف أنك المسؤول المباشر الهارب من سؤال بديهي فهذه "فضيحة" لا يوجد أكبر منها إلا هروبك الثاني من السؤال "التالي": ما هي أهم المشاريع المنجزة في الميزانية الفائتة؟ وإذا كنا سنهضم بملح زائد "لقمة" هروبك عن سرد القادم من المشاريع في صلب عملك، فكيف لحكومتنا أن تهضم الحقيقة في أن وكيلا لم يستطيع أن يجيب عن الماضي المنصرم الفارط، الذي كان يفترض أنه ممارسة يومية في صلب الوظيفة لعام كامل منصرم. نحن نعرف أن "الحكومة رشيدة" ولكن: صاحب السعادة وكيل الوزارة: أين الزبدة؟.. لتخلطها مع الملح.