انتشرت في الأسواق السعودية الملابس النسائية وملابس الأطفال والحقائب المستوحاة من لوحات الفنان الهولندي العالمي "بيت موندريان"، فعند تسوقك تنبهر بوجود هذه المنتجات في أسواقنا وسط إقبال كبير من قبل المتسوقات اللاتي تدرك بعضهن سر هذه المنتجات وأنها مستوحاة من أعمال فنان عالمي شهير، بينما لا تعرف كثير منهن ذلك، فحرصن على شرائها بسبب ألوانها وخطوطها ومساحاتها الهندسية البسيطة، كما هو الحال عند أصحاب المحلات.

فخلال جولة "الوطن" وسؤال بعضن عن ماهية هذه المنتجات كان الغالب الأعم لا يدرك سرها.

وقد تأثر بأعمال موندريان ولسنوات طويلة كثير من المصممين العالميين، ويعد الفرنسي إيف سان لوران من أشهرهم، فانطبعت أعمال موندريان على كثير من المنتجات، مثل: الفساتين، والحقائب، وعلب الهدايا، والجزم، كما اكتست بعض الواجهات المعمارية والحيطان الداخلية بأعماله التجريدية الهندسية.

درس موندريان واسمه الحقيقي "Pieter Mondriaan" الفن في أكاديمية ريجاكس للفنون بأمستردام عام 1892، وتأثر في بداياته باتجاه بيكاسو التكعيبي لفترة من الزمن أنتج خلالها مجموعة من الأعمال، وابتداء من عام 1919 تنقل بين باريس ولندن ونيويورك والأخيرة استقر بها في عام 1940، وأسس هو ومجموعة من الفنانين جماعة تتخذ التجريد اتجاهاً لها وبقي في نيويورك إلى أن توفي بها في عام 1944 بعد إصابته بالتهاب في الرئة.

بدأ موندريان كغيره من الفنانين بالواقعية ثم الانطباعية ثم التكعيبية ومن ثم انتقل إلى التجريدية الهندسية، التي وجد فيها ضالته فجرد الأشياء ولخصها إلى أبسط صورها وفق اتجاه يخصه، مستخدماً الألوان الأساسية (الأحمر، والأزرق، والأصفر) في كثير من أعماله، والبعد عن الألوان المحايدة (الأسود، والأبيض، والرماديات)، وقد بدأ هذا الاتجاه يظهر بعد أن رسم لوحة (حياة جامدة مع قارورة زنجبيل) التي رسمها عام 1912، إذ تظهر فيها الخطوط التي اشتهر بها تتجه نحو مركز السيادة في اللوحة، ثم أخذت نصوصه البصرية بعد أن تأثر بالفن الإسلامي تتجه نحو الخطوط الأفقية والرأسية والتأكيد على الأشكال الهندسية (المربع والمستطيل) التي تظهر بينها، الأمر الذي جعله يؤسس لمدرسة تروج للبعد عن الواقع والاعتماد على الأشكال الهندسية والخطوط المتقاطعة وخاصة الرأسية والأفقية، ليس في الفن التشكيلي فحسب بل حتى في الأعمال الإنشائية المعمارية.