استيقظت مطلع العام الجديد متفائلا.. ووجدتني لا أتردد في التنبؤ بأن هيئة الإذاعة والتلفزيون ستخجل من المجتمع ومن نفسها، وستلتفت إلى الأطراف بعين الكاميرا، وستبحث عن كنوزها الثقافية والأدبية، وستبحث عما ينقص المجتمع فيها لتسلط "الكاميرا" عليه، فتكون عونا للمسؤول الذي يريد أن يعمل ويخدم وطنه؛ خاصة أن وزارة الثقافة والإعلام تمتلك كل شيء في كل المدن والمحافظات.. مراكز جاهزة وموظفين يحضرون يوميا، ولا ينقصها ميزانيات في وقت لم يعد التلفزيون يحتاج أكثر من مراسل وكاميرا في كل مدينة.

قلت لصاحبي: خلال هذا العام لن نردد: "ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام".. البيت الذي كان لسان حال كل من يمر به "الريموت كنترول" على إحدى قنوات التلفزيون السعودي!

فرد صاحبي بأنه لا يوجد أي مؤشر على أن التلفزيون السعودي سيوقظ مراكزه في المناطق من السبات، وزاد بقوله: ألست أنت من قال كل عوامل النجاح "متوافرة" في التلفزيون السعودي ولم يبق إلا "العمل"، وإنه لا يحتاج "جهدا" لينجح؛ لأنه تلفزيون حكومي مدعوم بلا أهداف ربحية؛ ولأنه ينتمي لدولة تتميز بفعاليات "ضخمة" ومهرجانات ومناسبات "كثيرة" حضورها الأقوى بين الدول العربية، وأنه يمتلك طاقات شبابية رائعة قادرة على التغيير؟! وزاد صاحبي "تنكيدا": هل تعلم أن الملايين أٌنفقت على مراكز التلفزيون في المناطق.. ولا شيء جديد ولم يتغير شيء، فماذا قدم مركز تلفزيون الدمام الذي صرف عليه 90 مليون ريال؟ ومركز تلفزيون تبوك الذي صرف عليه 40 مليون ريال؟ وقال: هل تنكر أن فعل التلفزيون هو "غط يغطّ غطاً"؟!

(بين قوسين)

مؤشر التفاؤل بمستقبل التلفزيون السعودي، هو الحضور اللافت الذي صنعته "إذاعتا الرياض وجدة" رغم "بعض" الملاحظات على أدائهما.