يصارع سوق الحلة الشعبي بوسط الرياض، البقاء داخل الحواري القديمة منذ 25 عاما، وتتآكل أطرافه وتضيق بالقادمين والقدامى، بينما تتزاحم في محلاته التي يناهز عددها الـ 50، معروضات متنوعة بين منتجات تراثية وشعبية وأخرى حداثية لبيع الأجهزة الموسيقية، إضافة إلى مطاعم وسوق للحوم والخضار.
ويتوسط السوق حواري حي "الحلة".. ولا يستطيع المدخل المؤدي إليه داخل الحارة القديمة أن يسع سيارتين في آن واحد، فيما ضاعت بعض المحلات التي تقع في أطراف السوق على الشوارع المحيطة به ما بين محلات مطاعم الأسماك وسوق اللحوم والخضار.
"الوطن" تجولت داخل السوق الذي يتجاوز عمره 25 عاما ويتجاوز عدد محلاته نحو 45 محلا، وتحدثت إلى عدد من الباعة الذين وصفوا السوق بأنه الأكبر خليجيا وأن زبائنهم يأتون إليهم من مختلف دول الخليج، فيما بدا لـ"الوطن" أن آلات "الجيتارات" دخلت منافسا قويا لـ"الأعواد الموسيقية" القديمة لكسب ود الشباب الذين أصحبوا يمثلون العميل الأول لسوق "التراث الشعبي".
ويروي أبورمزي وهو يعمل بأحد محلات الآليات الموسيقية، أن السوق بات مختلفا عن السابق، حينما كان عبارة عن عدد قليل من المحلات، بينما يضم في الوقت الراهن نحو 50 محلا، في حين ازداد زبائنه بنسبة 50% عما كان عليه قبل خمس سنوات، إلى جانب أنه يجذب العديد من هواة العزف على الموسيقى وآلة الجيتار.
ويضيف أن عمر محله يناهز العشر سنوات، وأنه يبيع عدة أنواع من الأعواد، منها العراقية والبحرينية والمصرية، والنوع الأخير هو الأكثر إقبالا عليه من قبل الشباب، وتأتي الجيتارات في الدرجة الثانية، مشيرا إلى أن أكثر الأوقات التي ينتعش بها السوق هي فترة الأعياد والعطل الصيفية، فيما تبدأ أسعار العود من 150 ريالا ويتصاعد سعره ليصل إلى أكثر من ألف ريال، ويختلف العود باختلاف نوع الخشب إلى جانب الصناعة والصوت.
ويقول فارس أبوراكان إن السوق لم يختلف طوال عمره الذي يبلغ 25 عاما، وإنما الاختلاف حصل في درجة الإقبال الذي زاد عن السابق، وأن أكثر المحلات الموجودو هي محلات متخصصة في بيع العود ويبلغ عددها نحو 35 محلا، بينما تختلف أنشطة الأخرى ما بين أجهزة صوتيات وأخرى لبيع الدفوف، مؤكدا ما ذهب إليه "أبورمزي" بأن الأعواد المصرية هي الأكثر إقبالا عليها عن غيرها.
نور عبدالله يمني الجنسية صاحب محل أجهزة الصوت ومكبراتها، يقول إن محله كان مخصصا في السابق لبيع العود، ولكنه غير نشاطه بحكم كثرة المحلات المشابهة له لتزيد بذلك نسبة أرباحه إلى 30%، مشيرا إلى أن عدد المحلات التي غيرت نشاطها في الوقت الراهن وصلت إلى 8 محلات، نافيا تعرضهم لمضايقات من الهيئة، وقال إن رجالها يأتون فقط لتقديم النصح لهم.
من جهته، أكد وليد المصري أن السوق يعد من أكبر الأسواق في الخليج، وأن زبائنه يأتون إليه من الكويت وقطر وغيرهما، إضافة إلى السياح الإنجليز الذين يأتون للسوق خصيصا لشراء الأعواد قبل خروجهم إلى بلادهم، مبينا أن الشباب هم أكثر زوار السوق، وأن غالبهم يجيدون العزف على العود أو يأتون بمرافقين ممن لديهم دارية بذلك.