تجدد الجدل في الأوساط الثقافية المحلية حول من يحق له تنظيم مشاركات المملكة خارجيا، وزارة الثقافة والإعلام أم وزارة التعليم العالي؟ وجاء اختيار الوفد الثقافي المشارك في معرض "بكين الدولي للكتاب 2013" الذي ستكون فيه السعودية (ضيف شرف)، ليجدد للجدل الذي انطلقت شرارته الأولى بين مندوبي الوزارتين، في الحوار الوطني الذي أقيم في منطقة حائل قبل نحو عامين، عندما احتج وقتها، مندوب "الثقافة والإعلام" على قيام "التعليم العالي" على هذا الدور الثقافي، قائلا: جميع دول العالم تمثلها في المناسبات الثقافية الخارجية، وزارات الثقافة, فلماذا نحن تمثلنا وزارة التعليم العالي؟

ومما زاد الجدل أن معظم الوفد الحالي المشارك في معرض "بكين" من أكاديميي الجامعات السعودية، مما أثار استياء عدد من المثقفين الذين احتجوا لدى وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التعليم العالي، مؤكدين عدم اشتمال البرنامج الثقافي على أي مثقف سعودي معروف، مؤكدين أن جميع الذين تم اختيارهم "بعيدون عن الهم الثقافي"، وأسماء مغمورة من داخل قاعات المحاضرات الأكاديمية سوى اثنين أو ثلاثة منهم (حسب تعبيرهم).

وقال عضو مجلس الشورى الدكتور سعد البازعي إن وزارة التعليم العالي تضطلع بمهمة تمثيل المملكة في معارض الكتب الدولية، ولكن الخلل يكمن عندما تختار الوزارة أكاديميين لهذه المهمة التي هي تمثل المملكة فيها. وأضاف: ينبغي لوزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام أن تنظرا للموضوع بنظرة أوسع.

واستدرك: لا يمكن إنكار أنه في بعض المناسبات الثقافية الخارجية لم تقتصر الدعوات على منسوبي الجهة المنظمة سواء التعليم العالي أو الثقافة والإعلام، ولكن لم يكن ذلك قاعدة بل كان استثناء. وربما جاء ذلك لأن المعنيين بترشيح المشاركين لا يعرفون إلا زملاءهم في الجامعات السعودية.

واقترح البازعي أن يحصر النشاط الثقافي الداخلي والخارجي في وزارة الثقافة والإعلام، قائلا "هذا هو الطبيعي، وقد تقدمت بتوصية لمجلس الشورى في هذا الشأن ولكنها لم تنجح للأسف بعد أن اعترضت لجنة التعليم العالي على التوصية". وأضاف "الوضع الحالي أن هاتين الوزارتين تنظران إلى نشاطهما أقرب إلى التحيزات الثقافية وهذه نظرة خاطئة، فيجب أن تكون النظرة أكثر اتساعا فوزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام تمثل المملكة خارجيا".

ومضى يقول "أتعاطف مع من يشكو حصر المشاركة في حيز الأكاديميين إذا كانت الجهة المشرفة هي وزارة التعليم العالي وفي حيز الأندية الأدبية إذا كانت الجهة المشرفة هي وزارة الثقافة والإعلام، وأتمنى أن نتخلص من هذه الازدواجية التي ستؤثر على نشاطنا الثقافي خارجيا على المدى البعيد، وقصر الأمر على جهة واحدة". بدوره قال عضو مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي الثقافي فهد سعود الحارثي "لاشك أن الجهة المعنية بالشأن الثقافي هي وزارة الثقافة والإعلام"، مستغربا أن تسند مثل هذه المشاركات الأدبية والثقافية إلى وزارة التعليم العالي. وأكد أنه على "وزارة الثقافة والإعلام أن تتعامل مع المثقف على أنه مثقف ولا تفرق بين المثقف الأكاديمي وغير الأكاديمي وهذا يظهر من خلال ترشيح المثقفين والأدباء ومن بينهم الأكاديميون لحضور المناشط الثقافية كمعرض الكتاب ونحو ذلك.

بينما وزارة التعليم العالي تركز على منسوبيها من الأكاديميين" مشيرا إلى أن الإجراء السليم هو أن تتولى وزارة الثقافة والإعلام كل ما له علاقة بالثقافة والأدب داخليا وخارجيا.