بحسب الجمعية السعودية للإعلام الإلكتروني فإن عدد الصحف الإلكترونية المرخص لها في المملكة يبلغ 650 صحيفة من أصل 2000 صحيفة وعليه ستقوم وزارة الثقافة والإعلام بحجب غير المرخصة منها وذلك بعد انتهاء مهلة الترخيص.

من كان يتوقع أن نبلغ مثل هذه الأخبار بعد زمن الصحف الورقية التي لا يتجاوز المميز منها عدد أصابع اليد الواحدة، ها نحن الآن نتحدث عن الآلاف من الصحف في الفضاء الإلكتروني، وهي نتيجة متوقعة مع تطور التقنية وتأكيد لمقولة إن العمل الصحفي مهنة من لا مهنة له، لجيل تشرّب أن الإعلام الطريق الأسرع إلى الشهرة فقط، وليس منبرا لصلاح المجتمع وسلاحا فتاكا.

إن عدم وجود الضوابط الحقيقية لهذه الصحف الإلكترونية يقتل التخصص ويحبط الصحفيين الحقيقيين عندما يرون علم وفن ومهارة الصحافة وقد باتت كسوق للملابس المستعملة؛ الكل يعرض بضاعته بالطريقة التي يراها بعيدا عن أعين الرقابة.

ومن الشواهد أنه وفي ظل انقسام المجتمع السعودي في قضية تعد الوحيدة من نوعها على الكرة الأرضية، وهي إغلاق المحال التجارية خلال أوقات الصلاة؛ تخرج لنا صحيفة إلكترونية وتروج لنفسها بأنها أول موقع إلكتروني على مستوى العالم يغلق أثناء أوقات الصلاة بحسب التوقيت المحلي للمدينة التي تنطلق منها.

التسويق هنا رخيص جدا لأنه اتجه دينيا، وهو غير مقبول إلا في حالة أن المؤذنين في تلك المدينة قد لوحظ عليهم التأخر في رفع الأذان بسبب انشغالهم بقراءة المقالات التحليلية وموضوعات قسم التحقيقات، وإذا لم يكن كذلك فأقترح أن تغلق هذه الصحيفة خلال أوقات الصلاة بحسب التوقيت المحلي لكل مدينة في العالم.

أخيرا يجب أن تشمل ضوابط الحصول على تصريح لصحيفة إلكترونية حصول المالك على درجة علمية في مجال الإعلام، ولديه سنوات خبرة لا تقل عن خمس سنوات، وأن يقدم التصور العام للعمل الإعلامي والطاقم والأهداف.