بعد تزايد جرائم الأحداث في دور الملاحظة، تتجه وزارة الشؤون الاجتماعية إلى فصل الموقوفين في دور الملاحظة عن المقبوض عليهم على ذمة قضايا وجرائم اعتداء مثل القتل وتهريب المخدرات.

وقال مصدر مطلع داخل وزارة الشؤون الاجتماعية في تصريحات لـ"الوطن": إن إدارة دار الملاحظة بالرياض تتجه إلى فصل دار الملاحظة إلى دارين، بحيث يكون القسم الأول للمحكوم عليهم في جرائم كبيرة، ودار أخرى تكون للموقوفين على خلفية جرائم بسيطة، ولا يمثلون خطورة على أقرانهم داخل الدار.

وأشار المصدر إلى أن حادث هروب الأحداث الـ7 الذي شهدته دار الملاحظة في الرياض الأسبوع الماضي، عجل باتخاذ الإدارة هذه القرار ودعم التوجه إليه.

ولفت المصدر إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية شرعت في البحث عن مقر "إيجاري" جديد للمحكومين، مبيناً أن هذا التوجه كان من المفترض أن يتم اللجوء إليه قبل وقوع الحادث، وذلك لحساسية تعامل الموقوف مع المحكوم عليه.

وبين المصدر أنه من الصعوبة بمكان أن يتم الزج بأحداث تم القبض عليه في قضايا تتعلق بحادث مروري أو نحوه مع محكومين على ذمة قضايا مخدرات أو قتل أو خلافه، حيث يمثل الاخـتلاط بين الاثـنين خطأ. وأضاف أن الدار في الوقت الراهن لا تسـتوعب الأعـداد الكـبيرة للأحـدث والـتي قدرها بنحو 300 حدث.

وأضاف قائلاً: إن الدار لها ما يقارب 4 عقود من الزمن، وعليه فإن مبنى الدار كان يستخدم من قبل كمبنى ومقر حكومي لأحد القطاعات الأخرى، ويعتبر أقدم مبنى للوزارة. وذكر أن الإدارة تسعى إلى أن تنتقل إلى مبنى تابع للوزارة مثل دار التوجيه أو مبنى الأيتام، في حين أشار إلى أن "الأيتام" الذين ترعاهم الوزارة يواجهون مشكلة تتعلق بعدم توفر مبنى لهم في الوقت الراهن، وأن الوزارة تسعى أيضاً لإيجاد مبنى لهم، مبيناً أن الأيتام يقطنون الآن في "فلل إيجارية" متفرقة.

وأشار المصدر إلى أن هذا التوجه القاضي بفصل المحكومين عن الموقوفين سيؤدي بشكل إيجابي إلى إراحة العاملين في الدار، فضلاً عن تمكنهم من إدارة عملهم بشكل ممتاز.

وتعود قصة أحدث الرياض إلى تسجيل دار الملاحظة في العاصمة حادث هروب لـ7 أحداث، بعد تمكنهم من استغلال عدم تركيب السياج الحديدي على النوافذ بالنحو المطلوب، بالإضافة إلى وجود أعمال الترميم والصيانة الجارية على المبنى الذي تجاوز عمره الـ40 عاما، فضلاً عن عدم وجود دوريات تراقب المبنى.

وأشار مصدر مطلع حينها إلى أن حالات الهروب وقعت في التاسعة صباحاً، إذ تمكن 7 أحداث ترعاهـم الدار بالرياض من الـهرب عبر إحدى النوافذ التـي انـتهى المقـاول من ترميمها قبل فترة ليست بالبعيدة.

وقال المصدر إن مبنى دار الملاحظة يشهد أعمال ترميم وصيانة في الوقت الراهن، مما دفع القائمين عليه إلى جمع أفراد الدار في مكان ضيق تم الانتهاء فيه من أعمال الصيانة قبل فترة زمنية بسيطة.

وأشار المصدر إلى أن أعمال الترميم لم تكن على النحو الجيد والعالي الجودة، وهو ما أدى إلى تمكن الأحداث من الهرب عبر النوافذ بعد إزالة "الشبابيك" الحديدية بأيديهم دون أن يبذلوا جهدا كبيرا في ذلك، الأمر الذي يثبت عدم تركيبها على النحو المطلوب، وساعد في تسهيل عملية الهروب.