عُرفت فترة الامتحانات في بلادنا بالفترة الأكثر تأزما وإثارة بين مراهقين يربطونها بموسم التفحيط، وما يصحب هذه الجريمة من جرائم وتبعات، كخطف الأطفال والأحداث أو التغرير بهم أو ترويج المخدرات وتعاطيها، وغير ذلك من جرائم، وجهود مكافحتها وتحجيمها مشهودة، ورغم ما يقدم، ومنه صدور تشريع جديد يصنّف التفحيط كجناية..عقوباتها ربما لا تكون رادعة للمفحطين و"المعززين" والمتجمهرين، إلى درجة اجتثاث الظاهرة، لكنها لو طبقت بصرامة سيكون لها دور مهم في خفض نسب الوفيات جراء التفحيط أو التجمهر أو حوادث الصدم، التي تنتج عن التهور والاستعراض الفج الخطير أثناء القيادة.
الأنظمة الجديدة الخاصة بمرتكبي جرائم التفحيط، تشمل عقوبات بحق المفحطين ومعاونيهم والمتجمهرين لمشاهدتهم، وتعديل بعض أنظمة نظام المرور لتكون في النظام الجديد من مخالفة مرورية إلى "جناية"موجبة لعقوبة السجن وحجز السيارة والغرامة المالية والمحاكمة في محكمة مختصة حتى ولو كانت الجريمة للمرة الأولى.. مما يحمل نقلة لها أهميتها وتحتاج رصد مستوى الانخفاض في المعدلات، وحتى نشهد على فتح صفحة جديدة الجهود فيها متكاملة، ولو تم التبرع في مناطقنا بمساحات الأراضي البيضاء الفارغة واستثمارها وتقنين هذه الهواية العنيفة، ووضعها أمام الشباب بمشاركتهم في القرار وبإدارة منهم وحماية لهم من تهورهم، سوف نخلق الفرق لديهم، ونغيرهم إيجابيا.. غالبيتهم سيبتعدون عنها؛ لأن الإثارة كامنة في كون كل ممنوع مرغوب.
خطوة مهمة للغاية باعتبار المتجمهر لمشاهدة التفحيط أو تشجيعه قد ارتكب مخالفة مرورية، ويسمى هذا الفعل "تعزيز- من معززين"، وهي كلمة تشير إلى التجمهر للدعم والتشجيع وسنت لها عقوباتها، وهنا الجديد الذي يهمنا لأن المعززين شريحة أكبر، ولولاهم وحرصهم على المشاهدة، ورفع نسب مشاهدة هذه المقاطع في يوتيوب لانخفضت النسبة تلقائيا، وتلاشت الظاهرة، ولكن ولأن العنصر الأخطر بعد توفر المفحط المفرط في محافظته على نفسه وعلى أرواح الآخرين، هم المعززون لهؤلاء، حصدت هذه الألعاب الخطيرة الأصداء المدوية لها وتفشت كالوباء.
دعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب ماليا لاحتواء الشباب، وجذبهم لممارسة رياضة السيارات وفق أسس رياضية آمنة، بإيجاد منشآت وميادين أو حلبات خاصة بهذا النوع من الرياضة، خطوة ستطالها معاول البيروقراطية ويحتاج الأمر إلى جانب التشجيع على إنشاء أندية استثمارية لهذه الرياضات لدخول القطاع الخاص بثقله وقدرته على امتصاص الفراغات، ولو أحيل هذا المشروع برمته ليستثمر فيه الشباب على مستوى الوطن كخطوة عبقرية، لأحدثنا الفرق المأمول والنقلة النوعية.