ريم العسيري

إعلامية


ما زالت تلك العبارة عالقة بذاكرتي في كل مرة أشتم بها رائحة الظلم والتي تقول كلماتها "أن تنام مظلوما أفضل من أن تنام ظالما"، بقدر ما يؤلم قلوبنا الشعور بالظلم إلا أن ذلك الألم أهون بكثير من أن نصبح يوماً ظالمين، ننزع الإحساس من داخلنا ليطغى علينا حب الذات وكره الغير وأفكار الشر التي تتوالد بداخلنا رغبة في الإيذاء، ونصبح ممثلين نجيد ارتداء الأقنعة لنستمر بإيذاء الغير.

قد يجهل الظالمون حقيقة أرواحهم وأنهم ضعفاء وأن النجاح بظلم البشر لا يعني أن من يظلم قوياً وذكياً، بل هو ضعيف جداً، ضعيف أمام الله لأنه لا يرضى الظلم ولأن دعوة المظلوم قادرة على أن تهدم كل ما بناه، وضعيف أمام البشر حين يفضحه الله أمامهم ويسقط القناع الذي يرتديه ويتضح لهم وجهه الحقيقي الممتلئ خبثاً وبشاعة.

الظالم يكذب، يغش، يحسد، يخون، يخدع، يفعل كل شيء يمكنه من النجاح بمشروع ظلمه للآخرين، والذي يعتقد هو أنه نجاح بينما هو فشل لأنه يريد الحصول على ما يريد عن طريق فشل وإضعاف ومحاربة غيره، والمظلوم بقدر الألم الذي يتعرض له إلا أنه سينتصر لأن الله لا يرضى بالظلم ويكره الظالمين، حيث يقول سبحانه: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).

كنت أعتقد أن من يحمل بداخله الخير ويتعامل مع الآخرين برقي لن يتعرض للظلم، ولكن أرواح الظالمين شريرة، لا تهتم لطهر الشخص ونزاهته، بقدر ما تهمها تلبية رغبات نفسها المريضة وإيجاد الكثير من المبررات للاستمرار بالظلم.

افرح لو تعرضت للظلم ولا توقف حياتك عند من ظلمك، وارفع يديك لله وأنت مبتسم لأن دعوتك ستصل، وسيأتيك نصره قريباً، افرح بالظلم ولا تكن يوماً ظالما.