هل من قواعد للحوار، فلا نلجأ للخوار وحديث الطرشان؟
والجواب نعم، ولكن بعشرة شروط صارمة،
ولكنها أمرُّ من العلقم، فإذا امتلكها صاحبها كانت أشهى من الشهد؟
إنها أقوى من عضلات شمشون ومكر دليلة، ولكنها إن استقامت عليها النفس كانت الفتح المبين.
إنها أعتى من القوة النووية، وتملك القوة الجنسية، وتتحكم بمفاتيح الروح، فلا تعصف بها أعاصير الغضب وظلمات الكآبة ومراجل الشهوة، ولا تتكسر النفس بمنحدرات الحزن، أو تهوي بها الريح في سحيق الانفعال.. إنها الجنة الفعلية ..
جاء رجل محارب من الساموراي يريد أن يتعلم دخول الجنة على يد رجل بوذي فنظر إليه الراهب وقال أيها الحشرة الحقيرة أمثلك يقاد إلى الجنة؟ غضب محارب الساموراي وامتشق السيف وقال مثل رأسك خلق لهذا السيف فانفلق! قال له الراهب: الآن دخلت النار هل شعرت؟ انتبه المحارب وضبط نفسه وقال صدقت وأعاد السيف إلى غمده! قال الراهب: هذه هي الجنة فادخلها بسلام مع الداخلين..
ليس كل مرة يفعل المحارب هكذا؛ فالبدوي علا رأس خصمه بالسيف وروى لأقرانه ما فعل: علوته بالسيف فنزل حده على جمجمته فقال قب! فلما ذقته كان حلوا! فعرقت أني قتلته؟ هكذا وصف صوت السيف حين يفلق الجمجمة، وأما الطعم الحلو فهو من السائل الدماغي الشوكي الحلو السكري، حيث إن أخلاط جسدنا تتراوح بين الحامض في المعدة والمهبل، والقلوي في الأمعاء، والسكري في المخ والنخاع.
وإذ انفلقت الجمجمة بحد الحسام الهندي فالموت أقرب من شراك نعله..
فإذا أردنا دخول الجنة فعلينا في الحوار أن نفعل التالي:
1 ـ ألا أنفعل مهما حدث.
2 ـ ألا أغلط في حق الآخر مهما تحدث (كلمة جارحة، استهزاء، سب، استخفاف... إلخ).
3 ـ ألا أرفع صوتي مهما تحدثت.
4 ـ أن أصغي للأخير قبل أن أجيب. وقد أحتاج أن أكرر كلام الآخر حتى يتأكد أنني فهمت عليه ما نطق؟
5 ـ الاستعداد للتراجع إذا تبين الخطأ.
6 ـ ألا أخاف أمام التهديد.
7 ـ ألا أكره أو أحقد على المختلف معي.
8 ـ الاستعداد للاعتذار حتى لو خامرني الشعور أنني لم أخطئ، احتراماً لشعور الآخر أنه أسيء إليه، فأحد تجليات العنف اللفظة السامة والتعبير الحاقد ومد اليد واللسان بالسوء.
9 ـ أن أجعل جو الحديث ودياً بالابتسامة العذبة، والنكتة البريئة، والتعليق اللطيف...
10 ـ أحيانا قد يكون أفضل من الكلام السكوت، ومن التصريح الكناية، ومن التعبير الترميز، فهناك أكثر من لغة في التعبير.
11 ـ أن أذكِّر نفسي بالقواعد السابقة، ولا مانع من وضع الورقة أمامي حتى تنغرس في اللاوعي.
ومع الصيام فهو أفضل وصفة لضبط النفس..