أعاد فريق اتلتيكو مدريد الإسباني تاريخه الكروي من جديد بعد غيبة سنوات عن سماء البطولات , بعد أن تمكن من إحراز بطولة السوبر الأوروبية على حساب البطل الأوروبي العريق فريق إنتر ميلانو الإيطالي بقيادة النجم الأوروغوياني دييغو فورلان الذي قدم خلاصة موهبته الكروية في العالم 2010 بكل اقتدار .
من الجميل أن تعود الفرق الكبيرة على غرار اتلتيكو مدريد إلى ساحات التنافس الميداني البديع كونه واحدا من الفرق الكروية العالمية التي عرف عنها الأداء الباذخ الجمال منذ نشأة هذا النادي العريق, ومرت على تشكيلته عشرات من اللاعبين البارعين من القارات كافة. ورغم هيمنة جاره اللدود الريال على البطولات والأجواء والشهرة إلا أن هذا الفريق ظل صامدا أمام محاولات التفكيك والتهميش لقواعده التأسيسية للمواهب منذ سنوات بعيدة.
ربما نحن كعرب متابعين للكرة الإسبانية، لفت أنظارنا إلى فريق اتلتيكو مدريد في السنوات الماضية تواجد نجم موهوب جداً في صفوفه تضيء موهبته الفذة خط الهجوم الأحمر, إنه المهاجم الهداف فيرناندو توريس الذي ملأ الصفحات الرياضية الإسبانية والأوروبية بحضوره الرائع من خلال تلك القفزات الأدائية المهارية المذهلة ليصبح هذا الفريق مطمعا للمشاهدة من كل عشاق الكرة الإسبانية خارج إسبانيا.
وارتفعت أسهم هذا النجم الكبير موسما بعد آخر, وتأكدت هذه الموهبة المثيرة في بطولة كأس الأمم الأوروبية لعام 2008 التي احتضنتها كل من النمسا وسويسرا, فقدم ابن اتلتيكو مدريد في تلك البطولة عطاء مذهلا وساهم مساهمة فاعلة ومؤثرة في حصول منتخب بلاده على البطولة الأممية للمرة الثانية في تاريخها, وما هو إلا عامان وعاد هذا الفتى ليساهم بدور وإن كان أقل رونقا وتأثيرا منه في البطولة الأوروبية, ليكون أحد الأبطال الذين نالوا كأس العالم في جنوب أفريقيا صيف هذا العام بعد ملحمة أدائية مدهشة سحرت العالم كله وجعلت الجميع يرشحونه كخيار أول للمونديال رغم حضور منتخبات مثل البرازيل والأرجنتين وألمانيا.
وأراد فريق اتلتيكو مدريد بهذا النصر الأوروبي الكبير بحيازته لقب السوبر لهذا العام وعلى حساب فريق بطل بحجم فريق إنتر ميلانو، أن يؤكد هيمنة كروية إسبانية على مستوى المنافسات القارية والعالمية, فإن غاب البارسا عن هذا الحضور المعتاد له المواسم الماضية, فإن اتلتيكو مدريد لم يكن أقل إبداعا ونجومية وتألقا, وليكون هذا الانتصار المدوي لتوأم مدريد العريق، رقما إضافيا آخر يمنح الكرة الإسبانية حق الهيمنة على كرة العالم على مستوى المنتخبات والفرق, وأتوقع كذلك هيمنة على صعيد اللاعبين الأفضل وفي مقدمتهم بالتأكيد هداف اتلتيكو مدريد دييغو فورلان ونجما برشلونة أندريس انييستا وتشابي هيرنانديز وليونيل ميسي.
تهنئة خالصة لأصدقائنا الإسبان بلقبهم الجديد المستحق, وتحديدا للجالية الإسبانية المتواجدة في السعودية وبقية بلادنا العربية على هذا الإنجاز الكروي الرائع.