تمتلك الإدارة الأميركية الآن أدلة كافية تشير إلى أن القوات المسلحة التابعة للنظام السوري الرسمي استخدمت أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة قرب دمشق، وهي تدرس الآن خيارات الرد على هذا التصرف السوري، الذي كان الرئيس باراك أوباما، قد حذَّر سابقاً أنه "خط أحمر" لن تسمح إدارته للنظام السوري بتجاوزه، وفي أعلى قائمة الخيارات الأميركية التدخل العسكري المباشر من خلال توجيه ضربات صاروخية وجوية ضد أهداف محددة على الأراضي السورية.

تُشير معظم الدلائل إلى أن هذه العملية العسكرية ستقوم بها الولايات المتحدة منفردة، وربما مع بعض الدول الأوروبية والإقليمية المستعدة للمشاركة، وأنها لن تكون عملية يشارك فيها حلف شمال الأطلسي (الناتو) كما حدث في التدخل العسكري في البلقان في 1995.

هذا التردد من قبل حلف الناتو من المشاركة في الجهد العسكري الأميركي ضد سورية يأتي في وقت تراجع فيه التأييد للمنظمة الدولية، خاصة في أوروبا الغربية. منذ 2009، تراجع الدعم الشعبي لحلف الناتو في إسبانيا مثلاً من 56% إلى 42%، وفي ألمانيا من 73% إلى 59%، وفي فرنسا من 71% إلى 58%، وذلك بحسب مسح قام به "مركز بيو للأبحاث" قبل ظهور الاتهامات الأخيرة لسورية باستخدام السلاح الكيماوي في الحرب الأهلية الدائرة في ذلك البلد منذ أكثر من سنتين.

أما في الولايات المتحدة، فقد أظهر استطلاع الرأي أن 49% من الأميركيين ينظرون بشكل إيجابي إلى حلف الناتو، وذلك بتراجع طفيف عما كان عليه الأمر في 2009، حيث كان 53% من الأميركيين يؤيدون الحلف.

ومع أن تركيا عضو قديم في حلف الناتو، فإن التأييد الشعبي التركي للحلف ضعيف بشكل ملحوظ. فمنذ سنة تقريباً، كانت نسبة الأتراك الذين ينظرون بشكل إيجابي إلى الحلف لا تتعدى 15%، لكنها هذه النسبة تحسنت مؤخراً لتصل إلى 25%. وفي إطار متصل، وفي مسح أجراه مركز بيو في مارس 2013، عبر 22% فقط من الأتراك عن تأييدهم لقيام الدول الغربية بإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى القوات المتمردة ضد النظام السوري.