أثار البيان الذي أصدره ملتقى إعلاميي تبوك, أول من أمس, استياء كثيرا من "الأعضاء" المسجلين بالملتقى من إعلاميي وإعلاميات المنطقة, الأمر الذي دفع بأكثر من 20 عضوا لتقديم استقالاتهم من الملتقى, مبررين ذلك بتقاعس اللجنة التأسيسية للملتقى عن مسؤولياتها من خلال بيانها الذي تضمن موقفا سلبيا تجاه "الرسالة الإعلامية"، وأكدوا في تصريحات صحفية أمس، أن بيان الملتقى لا يمثل إلا "كاتبه" فقط ولا يمثلهم كأعضاء.

حيث أوضح مساعد المدير الإقليمي لصحيفة "الوطن" بمنطقة تبوك الزميل محمد زامل أن البيان الصحفي الصادر عن "ملتقى إعلاميي تبوك" أول من أمس, أمر مخالف للحقوق الأدبية والقانونية لأعضاء الملتقى, وكان من المفترض التروي قبل إصدار البيان من خلال الاجتماع والتشاور معنا لإبداء مرئياتنا حول ما حدث على المشهد الإعلامي بالمنطقة خلال الأيام الماضية, ومن ثم الخروج برأي رسمي يمثل جميع الإعلاميين والإعلاميات أعضاء الملتقى, مشدداً على أن الإعلام يجب أن يكون بمعزل عن أي مؤثر, حفاظا على المهنية وعدم التأثير على ممارسيه, وبالتالي خروجهم عن مسار المصداقية والشفافية، مؤكدا على تضامنه مع الزملاء المستقيلين سابقا, من أجل إعلام هادف ينطلق من أسس متينة, ويلتزم بمعايير وضوابط النشر التي أقرتها وزارة الثقافة والإعلام.

من جانبه قال مدير مكتب "قناة الإخبارية" بمنطقة تبوك الزميل محمد مشهور الأيداء: إن للإعلامي إحساسا يدفعه لنقل الواقع, والتفاعل معه دون محاباة أو مبالغة, كونه عين المسؤول ولسان المجتمع وحاملا للأمانة, مشيراً إلى أن ما يتعلق بمحاولة ثني الإعلامي عن أداء رسالته, أعتقد أنه عفا عليها الزمن وتجاوزها لأن العالم بات قرية" مفتوحة" وتنوعت مصادر نقل المعلومة, بما لا يتيح أن نعيش وهم "الكتمان" وطمس "الحقائق". وأضاف الأيداء أن الزملاء المستقيلين هم نخبة ورموز المشهد الإعلامي بالمنطقة التي قطفت ثمار جهودهم على مدى سنوات طويلة, ويجب أن تأخذ بالحسبان. لافتاً إلى أنه لا يمكن لنا أن نتجاهل دعم المسؤولين في المنطقة للإعلاميين, لنقل المعلومة بكل شفافية دون محاباة أو مبالغة في منطقة شهدت تنمية شاملة نعيشها واقعا ملموسا، لكن"الإيداء" استغرب في الوقت نفسه، ما تضمنه البيان الصادر من الملتقى الإعلامي بالمنطقة الذي حاول "التنصل من مسؤولياته", وهو بيان لا يعبر إلا عن آراء فردية وزاد بالقول: ما حدث هو سحابة صيف تفوق علاقة الإعلاميين والطرف الآخر كونها علاقة مشاعر ممزوجة بالحب والوفاء.

أما الإعلامي بصحيفة "عكاظ "علي بدير فقال: إن البيان الذي صدر من الملتقى الإعلامي لم تتم استشارتنا فيه, ولم يتم عقد اجتماع بشأنه, ولم يتم إبلاغنا به عبر قنوات التواصل الاجتماعي المخصصة للملتقى, وقال أيضا: نستنكر ما جاء في البيان حول ما قام به زملاؤنا من استقالات, مؤكدا على وقوفه جنبا إلى جنب مع الزملاء الذين قدموا استقالتهم من الملتقى, الذي لم يكلف نفسه عناء بحث موضوع استقالة الصحفيين بطريقة جدية وهادفة.

بدورها قالت الإعلامية بصحيفة "عكاظ" الزميلة فوزية الزهراني: لم يضف إلي الملتقى أي جديد, ولم يضف للإعلام الحر شيئا مفيدا, والذي كان من المؤمل منه أن يناقش مشكلات الإعلام, ولم يحم لنا حقوقنا كإعلاميات, حيث نواجه "ضغوطا ومضايقات" كوننا عنصرا نسائيا, وأضافت "عدم إشراكنا بالبيان الذي صدر مؤخرا تسبب في استقالتي من الملتقى".

وشددت الزهراني على وجوب قيام هيئة الصحفيين بدورها الأخلاقي والمهني تجاه ما يعترض الصحافة وممارسيها من ضغوط في سبيل حجب المعلومة، التي تخالف كل القرارات السامية في هذا الشأن.

فيما عزا محرر صحيفة صدى تبوك الإلكترونية أحمد الحجيري أسباب استقالته إلى تضامنه مع قضية الإعلاميين في الاستنكار تجاه بيان الملتقى الإعلامي، الذي من المفترض أن يكون أهم واجباته الوقوف مع الإعلاميين، حتى وإن كان في بداية تأسيسه، مشيراً إلى أن استقالته جاءت بمجرد هروب الملتقى من المسوؤلية وعدم انصافه للإعلاميين في أداء رسالتهم الوطنية.