مع بداية موسم الحج كل عام، يتأهب الشباب المكي للمشاركة في الأعمال المختلفة الخاصة بخدمات الحجاج، كمؤسسات الطوافة وأمانة العاصمة المقدسة والمحال التجارية وشركات حجاج الداخل.

ويفضل آخرون فتح مباسط موسمية مؤقتة لممارسة البيع والشراء من خلالها، حيث تعود عليهم بالأرباح، خاصة أن موسم الحج لهم نافذة من نوافذ الربح وفرصة لتعلم الخبرات والثقافات المختلفة.

ومن السمات التي تميز الشباب المكي خلال مشاركتهم في أعمال الحج، أن البسمة لا تفارق محياهم، فرحين بالشرف الكبير الذي ينالونه من هذا العمل الكريم الخاص بخدمة حجاج بيت الله الحرام، واضعين شعار "خدمة الحاج شرف لنا" نصب أعينهم.

وأوضح وليد الزهراني أحد الشباب الذين يشاركون في العمل أن موسم الحج يعد فرصة للكثيرين لتحقيق مردود مالي مجز خلال أيام قليلة لا تتجاوز الشهر، مبينا أنه على الرغم من أن العمل في موسم الحج شاق إلا أنه ممتع، خاصة أننا نخدم حجاج بيت الله الحرام.

فيما يشير الخبير في شئون الحج وخدمات الحجاج المطوف أحمد صالح حلبي إلى أن إقبال الشباب على وظائف الحج الموسمية يؤكد أن الشباب السعودي مؤهل ويقبل العمل في أي وظيفة.

وأضاف أن العمل الموسمي بالنسبة للشباب، خاصة أبناء مكة المكرمة، يعتبر هواية يتنافسون عليها فيما بينهم، حيث ينحون المقابل المادي جانبا قياسا بالقيمة المعنوية للعمل.

وأضاف أن مرتبات الشباب العاملين بمكاتب ومجموعات وقطاعات مؤسسات الطوافة لا تزيد على خمسة آلاف ريال طوال الموسم، مبينا أنه يعد متدنيا مقارنة بما يحصل عليه الشاب لو عمل في وظيفة حكومية أو خاصة طوال العام.

ولفت إلى أن تدريب الشباب أصبح متاحا، سواء كانوا من الملتحقين للعمل بمؤسسات الطوافة أو مشروع إرشاد حافلات نقل الحجاج، داعيا إلى تنظيم الدورات التدريبية قبل موسم الحج بوقت كاف.

من جهته، أكد المدير التنفيذي السابق للجنة التدريب والتأهيل والسعودة بالغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة بسام فتيني، أن موسم الحج هو دليل قاطع على أن الشباب السعودي قادر على العطاء والعمل بكل كفاءة متى ما وجدت الرغبة منه والدعم من الجهات ذات العلاقة.

وذكر أن جميع القائمين على تنظيم الحجاج في المشاعر المقدسة من أفراد المجتمع السعودي وكوادره البشرية، مفيدا بأن التدريب والتأهيل ومنح الثقة هو رهان مستقبل الموارد البشرية السعودية لكي يستطيع الشاب أداء مهامه على الوجه المطلوب، وأن 80% من العاملين في وظائف الحج الموسمية يرغبون في التدريب على أعمالهم وتهيئتهم للعمل الموسمي، مطالبا بزيادة تدريب الشباب على الأعمال الموسمية لتحويل العمل في الحج إلى صناعة متكاملة تبنى على قواعد وأسس.

بينما ألمح أمين عام هيئة النقابة المشرف على العلاقات العامة والإعلام بالنقابة العامة للسيارات رئيس لجنة سعودة وظائف الشركات مروان بن رشاد زبيدي إلى أن النقابة والفروع بجدة والمدينة والنقل الترددي وفرت ألفين و155 وظيفة موسمية للشباب في حج هذا العام.

وأشار إلى أن النقابة تعقد دورات تدريبية بمشاركة عدد من الجهات ذات العلاقة، كوزارة الحج وإدارة الدفاع المدني وإدارة مرور العاصمة المقدسة وإدارة التوعية الدينية في الحج ووزارة الصحة ومكافحة السموم والهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف.