طالبت الولايات المتحدة النظام السوري بسرعة الكشف عن حجم ومواصفات ترسانته الكيماوية في أسرع وقت ممكن، وقال مسؤول أميركي يرافق وزير الخارجية جون كيري في جنيف، إن الهدف من المحادثات مع روسيا هو "التأكد من أن الروس يعنون ما يقولونه. ونطالب النظام السوري بأن يحدد بدقة حجم ومواقع أسلحته الكيماوية وأن يقوم فوراً بوضعها كاملة تحت تصرف المجتمع الدولي. إلى ذلك أبدت الإدارة الأميركية تحفظاتها على المقترحات الروسية بشأن وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت تصرف المجتمع الدولي تمهيداً لتفكيكها، وأشارت مصادر مسؤولة إلى أن وزير الخارجية جون كيري طالب نظيره الروسي سيرجب لافروف بتضمين الخطة خطوات واضحة المعالم للتأكد من إيفاء الأسد بكافة الالتزامات الدولية، مشيراً إلى أهمية التزام النظام الروسي بصورة شخصية بتسليم كافة المخزون السوري من الأسلحة وضمان عدم تسريب أي جزء منه لأي طرف ثالث، أو إخفائه داخل الأراضي السورية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، في تصريحات صحفية أمس، إن الشكل الحالي للمقترحات الروسية لا يصنفها كـ"خطة"، وإنما هي مجرد مقترحات قابلة للنقاش والتعديل. وأضاف "من الواضح أن المسألة ستأخذ بعض الوقت، لتحديد ما إذا كان هناك تقدم ملموس على الصعيد الدبلوماسي أم لا. وهناك مسائل فنية تتعلق بتأمين هذه الأسلحة، وكشف مواقعها، لوضعها تحت الرقابة الدولية، ولا بد أن تلتزم روسيا أمام المجتمع الدولي بضمان تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. وعلى العموم نبقى متشككين بالتأكيد حيال التعهدات التي يقطعها الأسد لأنه ليس موضع ثقة كبيرة عندما يتعلق الأمر باحترام تعهداته. لكن يتعين علينا دراسة هذه الإمكانية". وتابع بالقول إن وزيري خارجية البلدين جون كيري وسيرجي لافروف سيناقشان في جنيف المقترحات الروسية للوصول إلى تصور محدد. وكان البيت الأبيض قد قال في وقت سابق إن هيبة روسيا وسمعتها باتت على المحك في ما يتعلق بعملية تسليم وتدمير الأسلحة الكيماوية في سورية. وأضاف المتحدث باسمه في بيان رسمي "موسكو الحليف الرئيسي للنظام السوري بعد أن جمدت طيلة سنتين محاولات الأمم المتحدة لمحاسبة الأسد. يبدو أنها تريد أن تمارس دوراً بناءً". في سياق متصل، أبدى بعض الخبراء الدوليين في مجال الأسلحة الكيماوية تشككهم في نجاح المقترح الروسي، مشيرين إلى أن عملية تدمير هذه الأسلحة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض وأنها تحتاج إلى تقنيات متقدمة ووقت طويل. وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلنغ في تصريحات إلى "الوطن" "تسليم الأسلحة الكيماوية وتدميرها حسب التصور المطروح حالياً غير ممكن من الناحية التقنية، لأن ذلك يتطلب آلية ضخمة تشكل تحدياً كبيراً. وإذا كان لا بد من ذلك في الوقت الحالي فإن الحل الوحيد هو تسليم هذه الأسلحة ونقلها إلى دولة أخرى والعمل على تفكيكها بإشراف خبراء الأمم المتحدة". وحذر من محاولات تهريبها بواسطة النظام السوري إلى أي من الجماعات أو التنظيمات المحظورة، وقال "إذا فكر نظام الأسد في إخفاء أسلحته الفتاكة بأي طريقة لدى أي من حلفائه، فإن ذلك سيشكل خطورة كبيرة، ومن المرجح أن تنفجر هذه الأسلحة أو تتسرب مما يمكن أن يحدث كارثة لا يمكن تصورها".