في حين كان زوار "عكاظ القديم" وشعراؤه يحاكمون الشعر، وجد عدد من زوار عكاظ الجديد فرصتهم في محاكمة الفساد، إذ هرع عدد منهم إلى جناح "هيئة مكافحة الفساد" الذي يقام في سوق عكاظ لأول مرة هذا العام وهمسوا في آذان القائمين على الجناح "لدينا بلاغات". ويختلف جناح "نزاهة" في السوق عن بقية الأجنحة، حيث جعله كثير من الزوار نصب أعينهم، مؤملين بأن يجدوا فيه من يستمع لما يدور بخلدهم من "شكاوى وبلاغات". وعلى الرغم من أن الجناح الذي تشارك به هيئة مكافحة الفساد في سوق عكاظ جناح توعوي للتعريف بالهيئة وطرق الوصول إليها وتقديم البلاغات ضد الفساد إلا أن بعض الزوار استغلوا فرصة وجود الجناح واستنجدوا بالجناح لتقديم شكاواهم وملاحظاتهم لدى العاملين فيه. ولكن ما أن يبدأ الزائر في بث شكواه حتى يقوم موظف الهيئة بمنحه الكتيبات اللازمة لتوعيته بكيفية إيصال شكواه أو ملاحظاته للمركز الرئيسي للهيئة بالرياض، ويبين له أن هذه المشاركة في المعرض إنما للتوعية بأهمية دور "نزاهة"، وبيان الطريقة التي يصل بها صوت المواطن إلى هيئة مكافحة الفساد ومن ثم يوزع لهم الكتيبات والنشرات والهدايا للتعريف بالهيئة والأرقام المجانية والمواقع على الشبكة الإلكترونية، من أجل التواصل مع منسوبي "نزاهة"، لأن قصور فهم شريحة كبيرة من الزوار والمواطنين على أن دور "نزاهة" في مكافحة الفساد الإداري والمالي يقتصر فقط على الجهات الحكومية والشركات التي يبلغ رأسمال الدولة فيها 25% من رأسمال الشركة، وأن المواطن يعتبر الرجل الأول في مكافحة الفساد بالإبلاغ والاتصال بالهيئة ومحاربته.

"الوطن" قضت نحو ساعة في جناح "نزاهة" لرصد تعامل الزوار مع "جناح" نزاهة الذي يقام في سوق عكاظ لأول عام، ورصدت اقبالا كبيرا من الزوار على الجناح، من بينهم مقيمون من جنسيات عربية وغربية، وكان عدد من المواطنين يحملون ما يريدون بأن يفضوا به. وكان من أبرز ما جاء على لسان كثير من الزوار بلاغات الغش التجاري وزيادة الأسعار والرشوة واستخدام بعض المسؤولين لسيارات الإدارات الحكومية لأغراض شخصية، وأيضا استغلال نفوذهم في دعم آفة الواسطة في التوظيف في قطاعات حكومية.