اقترب مؤتمر الحوار الوطني من صياغة هوية الدولة اليمنية، التي ترتكز على صيغتين، الأولى بإقامة دولة فيدرالية من إقليمين شمال وجنوب وفقا لرؤية الحزب الاشتراكي اليمني، والثانية بإقامة دولة اتحادية من أقاليم بناء على رؤية حزب التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام.

وتدرس هذه الأفكار حاليا من اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار والتي تعرف بـ (8 + 8)، حيث تسرب مشروع مسودة للمخرجات التي تم التوافق عليها التي قدمتها الأطراف المختلفة لصياغة حلول قد تفضي إلى شكل جديد للدولة اليمنية.

وتوزعت المسودة المقترحة على أربعة أبواب، يتعلق الأول بمعالجة مظالم الماضي بالجنوب، فيما يتضمن الباب الثاني المبادئ الدستورية العامة للدولة الاتحادية وصياغة العقد الاجتماعي الجديد، وخصص الباب الثالث لهيكلة الدولة الاتحادية المزمعة، أما الباب الرابع فقد تطرق لمهام وترتيبات المرحلة الانتقالية وآلية تنفيذها.

وأكدت مصادر باللجنة الاتفاق في اجتماع عقد مساء أول من أمس بحضور مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر على مواصلة نقاش المسودة وإدخال التعديلات اللازمة، وكذلك مناقشة الضمانات الواجب توفيرها لتطبيق الاتفاق وفي الآجال التي ستحدد له.

وقال بنعمر في ختام اجتماع اللجنة إن "هذه المرحلة بالغة الدقة والأهمية بالنسبة لوثيقة المخرجات النهائية لمؤتمر الحوار الوطني، نظراً لما ستحمله من توافق وتوجه مستقبلي لمعالجة القضية الجنوبية".

وهناك إجماع بأوساط مؤتمر الحوار على ضرورة تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه في مخرجات الحوار، والتي تتضمن تمديد المرحلة الانتقالية الثانية إلى أربع سنوات، وبقاء الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي رئيساً خلال هذه السنوات وتحويل مؤتمر الحوار الوطني لجمعية وطنية أو تأسيسية.

وأثارت التطورات إلى الكثير من ردود الفعل، حيث حاول المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التنصل عن مخرجات الحوار بالتأكيد على رفضه "لأي حديث أو محاولات للتمهيد لإقرار ما يسمى بمرحلة تأسيسية تمتد من أربع إلى خمس سنوات، يتم خلالها تحويل مؤتمر الحوار إلى جهة تأسيسية لتكون بديلاً عن مجلس النواب المؤسسة الدستورية المنتخبة". واعتبر أن "أية محاولة من هذا القبيل تمثل خرقاً فاضحاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتجاوزاً للدستور". وتزامنت هذه الأمور مع حملة يقودها أنصار الرئيس السابق صالح ضد التمديد للرئيس هادي.

على صعيد آخر تواصلت الاشتباكات بين مسلحي القبائل وجماعة الحوثي في مديرية العشة بمحافظة عمران، شمالي العاصمة صنعاء، حيث دارت اشتباكات عنيفة في منطقة «دنان» خلال اليومين الماضيين أسفرت عن 10 قتلى من الحوثيين وقتيل من القبائل، إضافة إلى جرحى من الطرفين. وقصف الحوثيون منازل متاخمة لمنطقة «الجانح» في «دنان»، بينها منزل شعبي للشيخ الراحل عبدالله الأحمر.

على صعيد آخر قال مسؤول حكومي إن رجال قبائل قصفوا خط أنابيب النفط الرئيس بمحافظة مأرب بوسط اليمن وهو رابع هجوم على خط الأنابيب في شهر. وأضاف أن الهجوم الذي أوقف تدفق النفط من حقول مأرب إلى مرفأ رأس عيسى النفطي على البحر الأحمر تسبب في حريق وتلف بخط الأنابيب على بعد نحو 40 كلم من المكان الذي يبدأ منه في مأرب. ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا.