رصدت "الوطن" افتراش مواطن تبدو عليه علامات "المرض النفسي" للرصيف أمام مستشفى الأنصار ومسجد الإجابة بحي الإجابة بالمدينة المنورة منذ عدة أشهر، دون أن يهتم به أحد أو تستجيب أي من الجهات المسؤولة لبلاغات المواطنين المطالبة بسرعة معالجة أمر الرجل ونقله إلى جهة تهتم به، وفي رد الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة على استفسارات "الوطن" عن وضع المواطن أكدت أنه يعاني من خلل في العقل "معتل" والمستشفى غير مخول بنقله من موقعه حيث إنه لا يحتاج للتنويم في مستشفيات المنطقة، وتتحمل الجهات المعنية نقله من موقعه مشيرة إلى أن الشخص يبحث عن عطف الناس بمجاورته للمسجد.
وبات المشهد معتادا بالنسبة لكثير من سكان الحي ومراجعي المستشفى الذين اعتادوا تقديم وجبات غذائية وأطعمة مختلفة له، فيما يتجنب البعض الآخر الاقتراب منه ومخالطته، ولم يخف سكان الحي تذمرهم من ذلك الوضع غير الإنساني. وأوضح المواطن عبدالرحمن الخطابي أنه يراجع مستشفى الأنصار بالمدينة ولاحظ افتراش الشخص للرصيف وبقاءه على هذا الحال منذ عدة أشهر ويحسن إليه مراجعو المستـشفى بالصدقات. وبين المواطن عبدالرحمن الحسن أنه تم إبلاغ عدة جهات أمنية عن حـالة الشخـص المذكـور وتـم نقله من قبل الجـهات الأمـنية قـبل فترة من الـزمن هو ومـعه عدد من الأشخـاص المشـردين لكـنه عـاد من جديد وافتـرش الأرض، ولا يستـطيع أحد من السـكان أن يسيء إليـه أو يطالبه بالرحـيل لكنهم يبـلغون الجـهات المعـنية الـتي لا تتـجاوب مع بلاغاتـنا المتكررة.
ومن جهته أوضح مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور عبدالله الطائفي لـ"الوطن" أن الحالة ليست منومة في مستشفى الأنصار وليس لها علاقة بالمستشفيات، ولا يمكن علاجها في المستشفيات فهو يعاني مما يسمى "خلل عقلي" ويعتبر نقل الشخص من موقعه من اختصاص الجهات الأخرى حيث يمارس الشخص استعطاف الناس بمكوثه بجوار المسجد للبحث عما يقدم له.
فيما أوضح المتحدث الرسمي لشرطة منطقة المدينة المنورة بالإنابة المقدم سامي الجهني أن نقل الشخص من موقعه للمستشفى يتطلب وجود مندوب من الجهات المختصة مثل الشؤون الاجتماعية للوقوف على الحالة ومرافقة الدوريات الأمنية عند النقل ونحن على أتم الاستعداد لنقل الحالة لكن في وجود جهة ترافق الدوريات للاطلاع على الحالة حتى لا ينتهي الأمر بنقل الحالة وتكرار عودتها للموقع من جديد لعدم حل المشكلة من البداية.
إلى ذلك قال المتحدث الرسمي للشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينة أحمد السناني نحن وقفنا على الحالة وطلبنا تقريرا طبيا من الشؤون الصحية ممثلة في مستشفى الصحة النفسية، كما أنه لا بد أن تتحرك الجهات الأمنية وتسلم هذا المختل للصحة النفسية والحصول على إثبات الحالة. وأضاف أن مركز التأهيل الشامل لا يستقبل الحالات التي تعاني من أمراض نفسية حيث إن لدينا معاقين طريحي الفراش، وخوفاً عليهم من المساس بهم صدر قرار من الوزارة بعدم إدخال أي حالة تتعاطى أدوية نفسية وتعاني من اضطرابات سلوكية تشكل خطراً على نفسها وعلى الآخرين، وكذلك خوفاً من العدوى. ونفس الشيء ينطبق على دار الرعاية الاجتماعية لوجود مسنين بها لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم ولا بد من إحضار تقرير يفيد سلامة هذا الشخص من الأمراض النفسية. وتابع: عند مشاهدة الحالة تبين أن لديه سلوكا عدائيا من خلال تلفظه على الفريق بالموقع بكلمات نابية وحركات خادشة للحياء. وأوضح أن الشؤون الاجتماعية لا تستطيع أن تصدر تقريراً طبياً عن الحالة ووزارة الصحة هي المعني بالتقارير الطبية. وأخيراً لا بد من مخاطبة الشؤون الصحية من قبل الجهات الأمنية وإبلاغ إمارة المنطقة بالحالة.