شدد مثقفون وأدباء على الدور الكبير الذي يلعبه سوق عكاظ في دعم الانشطة الأدبية ومنح الفرصة للمختصين في الشأن الثقافي .

وأكد عدد من منسوبي الأندية الأدبية، المشاركين في برامج سوق عكاظ لـ"الوطن" أن العلاقة بين السوق والأندية تكاملية، مستشهدين بالترحيب الكبير الذي لقيته مقترحاتهم التي تقدموا بها لأمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل، ودعوته لهم للمشاركة بشكل فاعل في برامج السوق وتقديم الأفكار التي تتكامل فيها مع اللجنة الثقافية لإنجاح المناسبة.

وقال رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي الذي أدار الأمسية الشعرية الأولى لهذا العام إن أندية منطقة مكة المكرمة قدمت للأمير خالد الفيصل برنامجا موسعا يتضمن مشاركة الأندية وكان ذلك قبل انطلاقة السوق بنحو شهر واحد، مستدركا أن ضيق الوقت حال دون تنفيذه وهذا لا يعني أن الأندية الأدبية مغيبة عن المناسبة.

ونوه السلمي إلى أن الأندية الأدبية تقدمت بفكرة استحداث جائزة جديدة تخصص للنقد ولقيت ترحيبا من القائمين على السوق، كون النقد جزءا أساسيا من فعاليات سوق عكاظ القديمة، مضيفا " نحن في الأندية الأدبية نريد إحياء النقد من خلال رصد جائزة تقدم لهذا الجانب، واقترحنا أيضا جائزة أخرى تخصص لنقد النقد، بحيث تكون هناك قراءات نقدية تتناول القراءات المقدمة للقصائد الملقاة في سوق عكاظ".

وأكد السلمي، أن مشاركة الأندية في فعاليات السوق واضحة سواء من خلال الأسماء المشاركة أو من خلال التنسيق في إعداد الفعاليات التي يكون المشاركون فيها أعضاء تابعين لتلك الأندية، متوقعا أن تشهد الفعاليات مزيدا من التنسيق في المواسم المقبلة.

فيما ذهب رئيس نادي مكة المكرمة الأدبي الدكتور حامد الربيعي إلى أن سوق عكاظ تحول إلى تظاهرة ثقافية، ورافدا معرفيا، لربط الأجيال بماضيها الذي يشكل هوية ضاربة في التاريخ متطلعة إلى المستقبل.

من ناحيته توقع رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري أن يشهد التعاون ما بين الأندية والسوق مزيدا من التنسيق خلال الأعوام المقبلة.

وقال في هذا الصدد "كلاهما في خندق واحد، ويعملان من أجل هدف واحد، وهو نشر الثقافة، كما أن الأندية تراقب فعاليات السوق، وتحرص على الإسهام فيها من خلال الأوراق والمشاركات البحثية".

ووصف الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، رئيس نادي الرياض الأدبي السابق الدكتور عبدالله الوشمي، التعاون مع سوق عكاظ بأنه انتقل من الفردي إلى العمل المنظم الجماعي الذي يحرص على مشاركة الجميع.

وكشف الوشمي عن أن مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية بصدد تنفيذ المشروع المشترك بين المركز وبين سوق عكاظ من خلال الرؤية المشتركة التي أقرتها اللجنة الثقافية بأن ينفذ المركز ندوة عن اللغة العربية حول العالم. ونشط المركز في إعداد برامج دعا إليها ثلاثة من كبار علماء الصين المتخصصين في اللغة الصينية للحديث عن واقع اللغة العربية في الصين، لافتا إلى أن مثل هذه الفعاليات تثبت أن السوق يحمل بعدا وطنيا ينأى به عن أن يكون حكرا على مدينة أو منطقة بعينها. من جهته اقترح الناقد الدكتور منصور الحازمي أن تبادر الأندية الأدبية لتقديم مقترحات وآراء فيما يتعلق بالشأن الثقافي والأدبي، نظرا لتوافق الهدف والرؤية لدى الأندية والسوق، على حد قوله.