بعد أسبوع من الذكرى الثانية عشرة لأحداث سبتمبر، كشفت مجريات محاكمة اثنين من المتهمين بتفجيرات استهدفت مجمعات سكنية في العاصمة الرياض، عن خط السير، الذي سلكه عدد من المنتمين لتنظيم "القاعدة" لقتال القوات الأميركية على الأراضي الأفغانية.
وقال أحد المتهمين أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة أمس، إنه غادر إلى سورية؛ بغية الانتقال عبرها إلى الأراضي الإيرانية لتسهيل عملية دخوله إلى أفغانستان من هناك، إلا أن خطته باءت بالفشل، وهو ما دفعه للعودة إلى أراضي المملكة.
وأضاف المتهم، أنه استعان ببعض المواقع على الإنترنت، للحصول على أرقام إيرانية، تعمل على تسهيل عملية دخول مقاتلي "القاعدة" للأراضي الأفغانية.
وأوضح المتهم والذي يحمل رقم 47 ضمن خلية تضم 86 متهماً، بتفجير مجمع المحيا السكني، أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، سافر إلى سورية، بعد حصوله على أرقام إيرانية موجودة على الإنترنت، تعمل على تسهيل مرور الراغبين بـ"الجهاد"، لأفغانستان. إلا أن العملية لم تنجح وهو ما دفعه للعودة من حيث أتى.
وضبط بجهاز المحمول العائد للمتهم، الذي مثل هو وزميل آخر له أمام "الجزائية المتخصصة"، تسجيل صوتي لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن، ووصية لأبي حفص المصري، وتحذير من الملا عمر للقوات الأميركية في أفغانستان. وبينما جاء في اعترافه المصدق شرعاً أنه قام بإنزال هذه المواد من الإنترنت، وأنكر أمام القاضي صلته بهذه التسجيلات.
ويواجه المتهم رقم 47 في هذه الخلية، 10 تهم، أبرزها دعم تنظيم القاعدة عبر شرائه سيارة نوع جمس يوكن باسمه مستغلاً سلامة وضعه الأمني، من أجل مساعدة التنظيم في تنفيذ عمل إرهابي، إضافة لاستئجاره منزلاً لإيواء أفراد من التنظيم مستغلاً سلامة وضعه الأمني، والمشاركة بالاتفاق والمساعدة في استعمال محرر رسمي مزور، بتقديم بطاقة أحواله الشخصية إلى أعضاء القاعدة وتزويرها واستخدامها في أعمالهم، وتقديم دفتر العائلة العائد إلى والده المتوفى، إلى أفراد التنظيم الإرهابي؛ لاستخدامها في استئجار وكر لهم.
كما يتهم الادعاء العام: هذا المتهم، بحيازة سلاح مسدس نوع 7.65 بلجيكي الصنع يحمل الرقم "158469" مع عشر طلقات حية ومخازن للمسدس. وهذه النقطة تحديداً ثار حولها الجدل داخل المحكمة، بعدما كشف القاضي: أن التقرير الفني الذي ورد من الجهات المختصة، أثبت أن قطعة السلاح التي ضبطت بحوزة المتهم، لا تحمل الرقم ذاته، الوارد في "الترخيص"، الذي قال الأخير إنه يعود لوالده المتوفى.
وبينما اعترف زعيم خلية الـ86 في جلسة سابقة بأن المتهم رقم 47 قام بالفعل بتزويد التنظيم ببطاقته الشخصية لاستخدامها من قبل بعض العناصر، إلا أن المتهم واصل إنكاره الشديد لذلك.
كما يواجه المتهم، دعوى ارتكابه جريمة تمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية من خلال تقديمه مبلغاً قدره 11 ألف ريال لأحد المتهمين، بغية تجهيز المقاتلين.
إلى ذلك، قضت المحكمة الجزائية المتخصصة أمس، بإدانة شخصين، بتهم إحراق الممتلكات العامة وانضمام أحدهم إلى جماعة التبليغ المحظورة، وحكمت بسجنهما 6 و8 أشهر، مع إعطائهما الحق على طلب التعويض عن المدة التي قضياها في السجن وتتجاوز محكوميتهما.