استمرارا للعناية والاهتمام والإعمار الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعاصمة المقدسة، وضع في شهر رمضان العام الماضي، حجر الأساس لتوسعة الحرم المكي الشريف، وعددا من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة.
وتتضمن المشاريع توسعة الحرم الشريف المتمثلة في الساحات الشمالية والمسعى والمطاف، ومشروع وقف الملك عبدالعزيز، وطريق الملك عبدالعزيز ومشروع قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين الشريفين وتطوير المنطقة المركزية وتصريف السيول بالمشاعر المقدسة ومنشأة الجمرات الحديثة والطرق الدائرية.
ويأتي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحجر أساس توسعة الحرم المكي الشريف، بعد موافقته على مشروع "إعمار مكة المكرمة" الذي أعلن عنه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والذي يعتبر أول مشروع يحقق التكامل التنموي الشامل لتطوير مكة المكرمة وفق خطة شاملة لكافة الأحياء، ويراعي متطلبات أهالي العاصمة المقدسة وضيوفها من الحجاج والمعتمرين والزائرين.
ويشتمل مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة المكرمة تطوير شبكات الطرق الدائرية الأول والثاني والثالث والرابع، وإنشاء مجموعة من شبكات الطرق الشعاعية التي تتجه مباشرة للحرم المكي من مختلف الجهات، لتتكامل مع منظومة وسائل النقل الأخرى التي تشمل القطارات والمونريل والباصات عبر عدد من المحطات ومواقف المركبات والمصليات والأسواق والفنادق.
ويدعم مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة المكرمة هدف تعزيز الهوية العمرانية الإسلامية، ويستهدف تطوير الأحياء العشوائية والارتقاء ببيئتها العمرانية وفق خطة زمنية متوازنة تراعي توقيت الإزالة وتوفير المساكن البديلة لأهالي تلك الأحياء، وخصوصا الأحياء الواقعة ضمن المنطقة المركزية داخل الطريق الدائري الثالث.
وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل خلال إعلانه عن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة المكرمة، أن المشروع يعتمد كل الدراسات السابقة التي أعدت خلال الأعوام الماضية من مخططات إقليمية وعمرانية واقتصادية وهيكلية وشاملة وعامة وأنظمة بناء وآليات تطوير، وكذلك الخطط الخمسية للدولة واستراتيجيات التنمية المختلفة، وكل المستجدات التي طرأت خلال الفترة السابقة من نمو سكاني وازدياد متسارع في أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين.
وقال "انطلق المشروع وفقا لاستراتيجية المنطقة، ومرتكزاتها التنموية، التي يأتي على رأسها أن تكون الكعبة المشرفة هي أساس وانطلاق التنمية مع التركيز على تحقيق التكامل بين بناء الإنسان وتنمية المكان، وأن يكون ضيوف الرحمن هم هدف التنمية والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم وتسهيل أدائهم لشعائرهم بكل يسر وسهولة".
وشدد على أن المشروع يركز على أن تكون مدينة مكة المكرمة نموذجا مشرفا وملهما للمفهوم الشامل والمتكامل والمستدام للتنمية على مستوى الوطن وللعالم الإسلامي والعالم أجمع، مع تفعيل دور القطاع الخاص في مراحل التنمية المختلفة.
وأبان أن إستراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة لم تغفل التكامل التنموي والمسؤولية التنفيذية لمشروع الملك عبدالله لإعمار مكة المكرمة بين القطاعين العام والخاص، وجعلت للقطاع الخاص دورا استراتيجيا لتنفيذ المشروع، وأن إعداد المشروع استغرق أكثر من سنتين، كونه مشروعا تنفيذيا بالدرجة الأولى.
من جانبه أكد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة عبدالعزيز الخضري أن المشروع يشهد انطلاق مرحلته التنفيذية بعد اكتمال المرحلة التخطيطية وحصوله على موافقة خادم الحرمين الشريفين، وأنه من المقرر أن تنطلق الأعمال في استكمال شبكات الطرق الدائرية الأول والثاني والثالث والرابع، وكذلك طرق شعاعية تربط القادمين إلى العاصمة المقدسة بالحرم مباشرة.
مشروع قطار المشاعر المقدسة
يربط بين منى ومزدلفة وعرفات، وتبلغ كلفة المشروع نحو 6.7 مليارات ريال، ويعمل القطار بكافة طاقته الاستيعابية في موسم الحج المقبل، حيث يبلغ عدد القطارات التي ستنقل الحجاج 17 قطارا، وفي كل قطار 12 عربة وكل قطار طاقته 3 آلاف حاج.
مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسعى "الحل الشامل"
ويهدف المشروع إلى تطوير وتوسعة منطقة المسعى من ناحية الساحة الشرقية بزيادة قدرها 20 متراً ليصبح عرض المسعى الكلي 40 متراً، وزيادة طابق علوي ثالث للمسعى ليصبح عدد الطوابق الكلي للمسعى 3 طوابق، وتوفر التوسعة المقترحة زيادة المساحة الكلية للسعي من 29,400 متر مربع إلى 72 ألف متر مربع بعد التوسعة، لتزداد مساحة الدور من 9,800 متر مربع إلى 18 ألف متر مربع، وتأمين ممرات سعي على مستوى علوي في الدورين الأول والثاني لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة مع توفير مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا والمروة، لتصبح بذلك مسطحات البناء الإجمالية لكافة الأدوار بمناطق السعي والخدمات حوالي 125 ألف متر مربع.
مشروع تطوير جسر الجمرات
ويهدف المشروع إلى تطوير جسر الجمرات ليوفر طاقة استيعابية لحوالي 5 ملايين حاج، ليقوموا بتأدية الرجم بشكل آمن ومريح، ويشمل توسعة أحواض الرمي وتعديل شكل الحوض، وتوفير عدد الأدوار الذي يستوعب أعداد الحجاج المتزايدة، وتوفير الخدمات الملائمة للجسر، وتوسعة الساحة المحيطة به، وفصل حركة المشاة عن حركة السيارات، وزيادة أعداد المداخل والمخارج للجسر.
ويتضمن المشروع عناصر رئيسية هي الأعمال الخارجية التي تهتم بإعادة تنظيم الساحة الشرقية لجسر الجمرات، وإعادة تنظيم مخيمات الحجاج، وترحيل منطقة دورات المياه من منطقة الجسر إلى أطراف الساحة، وإنشاء نفق للسيارات أسفل الساحة لامتداد طريق الملك فيصل بطول 1680 مترا، ليصبح بذلك جسر الجمرات مكونا من 4 أدوار، يمكن الوصول للدور الأرضي من جميع الجهات، أما الدور الأول فيمكن الوصول إليه عبر منحدرين من جهة منى، أما الخروج منه فعبر 3 منحدرات، اثنان منها للعودة إلى منى، وواحد للذهاب إلى مكة، أما الدور الثاني فيتم الوصول إليه من جهة مكة عبر منحدرين والخروج منه عبر منحدر إلى جهة مكة، ويتم الوصول إلى الدور الثالث من جهة منى عبر منحدر يبدأ من طريق الملك فهد وبواسطة خمسة مبان تضم سلالم متحركة، والخروج منه عبر ستة منحدرات، ويتم الوصول إلى الدور الرابع عبر منحدر ربوة الحضارم على طريق الملك عبدالعزيز.
مشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين
يتألف المشروع من عناصر رئيسية هي 6 أبراج سكنية وبرج سابع فندق فئة 5 نجوم، يتراوح ارتفاعها ما بين 28 دورا للأبراج الأمامية، و35 دورا للأبراج الخلفية، وعدد 45 دورا للأبراج الجانبية و60 دورا لبرج الفندق ليبلغ إجمالي السكنية حوالي 11 ألف غرفة تستوعب حوالي 35 ألف ساكن، والمحلات التجارية التي تقع بارتفاع 4 طوابق، وهي محلات تجارية وممرات للمشاة، إضافة لطابقين للمطاعم.
وتقع مواقف السيارات في 4 طوابق بطاقة استيعابية تصل إلى 900 موقف، ومحطة خاصة لحافلات المشروع على منسوب نفقي كدي والبركة، إضافة إلى دورين للمصلى الذي يستوعب 35 ألف مصل، لتبلغ بذلك مساحات البناء نحو 1,5 مليون متر مربع.
مشروع شبكة تصريف مياه الأمطار بمشعر منى
يشتمل المشروع على قنوات مفتوحة لتجميع وتحويل مياه السفوح والجبال إلى السدود، وتبدأ هذه القنوات من الجبال المحيطة برأس الشعيب الشرقي وحتى بداية مشعر منى من جهة أنفاق الملك فهد، وإنشاء 3 سدود خرسانية على ممرات السيول الرئيسية شمال مشعر منى بمناطق الشعيب الغربي وشمال طريق الملك خالد قرب المربع 28، ومنطقة مجر الكبش، وإنشاء أنفاق لتحويل المياه خلف سد مجر الكبش إلى منطقة الشعيب الغربي، وإنشاء أنفاق لتحويل المياه المتجمعة خلف السدود إلى منطقة المعيصم.
مشروع الشامية
يقدم مشروع الشامية رؤية طموحة وعملية لتطوير منطقة شمال الحرم من خلال مخطط توجيهي شامل يجمع بين إعادة التطوير والارتقاء العمراني بالعاصمة المقدسة، وتبلغ مساحة المشروع 1,25 مليون متر مربع، تمتد من أطراف الحرم الشريف إلى ما بعد الطريق الدائري الثاني شمالاً، وشارع المسجد الحرام شرقاً، شارع جبل الكعبة غرباً، ويشتمل المشروع على عدد من الفنادق والعمائر السكنية والمراكز التجارية والمرافق العامة، إضافة إلى السكن الدائم لأهالي المنطقة، ويوفر هذا المشروع طاقة استيعابية إضافية للمصلين تصل إلى 200 ألف مصل.