تمتاز العلاقات السعودية الأميركية بأنها علاقات مستقرة، اتخذت منذ بداياتها طابع التعاون المشترك والتنسيق لما فيه مصلحة الجانبين. واتسمت هذه العلاقة دوما بالتقدير المتبادل بين الجانبين اللذين يسعيان دوماً إلى تطويرها وتقويتها بما يتناسب مع أهميتهما كدولتين رائدتين في العالم.

وتظل المملكة بما حباها الله بها من موارد نفطية هائلة جعلتها في طليعة دول العالم التي تقوم بتوفير الطاقة للعالم أجمع، ونسبة للخصوصية التي اختصها بها الله تعالى من وجود الحرمين الشريفين في أرضها وأهميتها المقدسة لجميع المسلمين في العالم، تظل دولة لا غنى عنها لجميع الدول.

ويقول رئيس مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" نهاد عوض إن العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة هي علاقات إستراتيجية تغذيها حاجة العالم أجمع للبلدين. وأضاف "لكل من البلدين صفات خاصة به، فالولايات المتحدة هي الدولة الصناعية الأولى في العالم، وهي صاحبة الوضع السياسي الفريد والدولة القائدة للعالم، كما أن المملكة هي العاصمة الدينية لجميع المسلمين في العالم، إضافة لكونها المصدر الأول للطاقة بالعالم، ومن أكبر الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط. لذلك تظل حاجة المجتمع الدولي لهما مستمرة. كما أن المملكة تتسم بسياسة خارجية فريدة مبنية على الاحترام وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. إضافة لمساهماتها العديدة في معظم الدول الإسلامية ودعمها للمسلمين في مختلف دول العالم. وهي سياسة أكسبتها مكانة متميزة في العالم وجعل كل الدول ترنو إليها بكثير من التقدير والاحترام". وتابع قائلاً "المساهمات العديدة التي تقدمها المملكة للأقليات المسلمة في جميع أنحاء العالم، لاسيما الولايات المتحدة والدول الغربية مكنت القائمين على أمر الدعوة في تلك البلاد من القيام بواجبهم على الوجه الأكمل. فالمراكز الإسلامية في الولايات المتحدة أصبحت منارات علم وهدى وثقافة. وصار الكثير من الغربيين يقصدونها كي يتعرفوا على حقيقة الدين الإسلامي الحنيف. وهذا جهد مبارك تشكر عليه حكومة المملكة التي اعتادت على تقديم هذا الدور منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز، رحمه الله".

وبدوره قال الباحث بمعهد أبحاث السياسة الخارجية ماثيو جرين إن العلاقة بين البلدين تستمد أهميتها من جوانب عديدة في مقدمتها العامل الاقتصادي. وأضاف "لا شك أن العالم مدين لهذين البلدين بالكثير، فالمملكة أسهمت بصورة دائمة في استقرار الأسواق العالمية من خلال المحافظة على أسعار النفط في الأسواق العالمية، وهذا أدى إلى نهضة الكثير من الدول. وعملت في أوقات الأزمات على زيادة إنتاجها حتى لا تحدث فجوة بين العرض والطلب، مما يمكن أن يؤدي إلى إحداث هزة اقتصادية عنيفة قد يدفع العالم جميعاً ثمنها". وتابع أن العلاقات الثنائية تجاوزت خلال الفترة الأخيرة العامل الاقتصادي، مشيراً إلى أن الحرب على الإرهاب أصبح من أكبر مجالات التعاون المشترك. وأضاف "كذلك تتفق الدولتان في الاهتمام بمحاربة الإرهاب. ونهجت السعودية نهجاً خاصاً بها في هذا المجال، جعلها تقرن محاربة الإرهاب بمحاربته فكرياً من خلال مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة. ومع أنها وجهت ضربات موجعة لتنظيم القاعدة وكافة التنظيمات الإرهابية، مما أسهم في إضعافه ودفعه للتقهقر، إلا أنها لم تكتف بالعنصر الأمني فقط، بل قارعت المتشددين فكرياً ودينياً، وجندت كل علمائها لإيضاح حقيقة الإسلام وتعاليمه، مما أزال سوء الفهم، ورد الشبهات. وهذا دفع العديد من الدول للأخذ بهذه التجربة الرائدة لمحاربة الإرهاب".