استعاد مثقفون دور الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- في تقبل النقد الصحفي، ومساهمة الأدب والأدباء في إرساء قواعد النهضة الحضارية للمملكة. وقال رئيس نادي تبوك الأدبي الأسبق مسعد العطوي أول من أمس، خلال أمسية نظمها مركز فتاة الغد بتبوك بعنوان "التراث الأدبي قيمة حضارية تصون هوية المجتمعات" : إن الأدب السعودي والصحافة السعودية والفكر والتأليف السعودي بدأ مع الملك عبدالعزيز منذ أيامه الأولى، مشيرا إلى أن صحيفة أم القرى "أول صحيفة سعودية" كانت ملتقى للشعراء والأدباء والمفكرين، وكانت منبرا لنقد الإدارات. وذكر في ورقته أن الملك عبدالعزيز كان يتقبل ذلك، ويأمر المسؤولين بتقبل النقد والعمل به. وأضاف العطوي "إن الأدب السعودي والشعر جاء مبكرا في عهد الملك عبدالعزيز، واهتم الملك عبدالعزيز بالشعراء والمثقفين والمفكرين من جميع أنحاء العالم العربي، وفتح لهم المجال فأصبحوا مستشارين بالدولة، فتنافسوا في إنتاج القصائد، ولم يجاملوا فيها الملك عبدالعزيز وإنما أغدقوه بالنصائح في أشعارهم وكان يتقبل منهم، مما دعا الكثير منهم بالمناداة لأن يكون ملكا للعرب لما رأوا من همته. وفي ورقة قدمتها الدكتورة عائشة الحكمي قالت: إن اليوم الوطني عندما نقف عنده نجده خليطا من المشاعر والأحاسيس للعالم الذي نعيش فيه، أيضا نتذكر من صنعوا هذا الكيان ونشيد بهم ونقول لهم أحسنتم، هذه الأفكار يقف عندها الكثير من المثقفين والمبدعين، كون المثقف ضمير الأمة، فلا بد أن يكون اليوم الوطني انعكاسا سحريا لأولئك الذين يلامسون قضايا الأمة. وتابعت الحكمي: كانت شخصية الملك عبدالعزيز شخصية مثقفة تهوى الأدب والشعر، وهو ناقد متسع الأفق، لذلك غدت هموم المجتمع في صدارة قضايا الأدب واهتمامات الأدباء والمثقفين والكتاب وصارت تدخل في إطار الالتزام الوطني للأديب، فكانت تطرح في مجالسه الكثير من المساجلات الأدبية والشعرية والدينية، مما جعله يحتوي الكثير من الأدباء والشعراء حوله فأحسن اختيار الأدباء، وعينهم موظفين لبناء الهيكل الإداري للدولة وأسند لهم إصدار الصحف.

فيما تطرق الدكتور وليد العبيد في ورقته لشعراء تبوك الذين تغنوا في قصائدهم بحب الوطن، وذكر منهم صالح العمري وغرامة العمري وأستشهد بإحدى قصائد صالح العمري التي ذكر فيها جميع حكام المملكة العربية السعودية، والتي منها "يا موطن المجد أنت المجد يا وطني.. يا رحمتي في حياة الروح أو كفني.. يا موطني لم يزل من مجده أحدا .. إلا ابتلاه إله العرش بالمحن". فيما ألقى الدكتور سعد عبدالقادر، الضوء على الجوانب المشتركة بين الشاعرين محمد الزبيدي ومحمد الثبيتي من شعراء العهد السعودي.