تحول اصطفاف سيارات الإسعاف أمام قسم الطوارئ بمسشفى ظهران الجنوب إلى مشهد شبه يومي، اعتاد عليه مرضى ومراجعو المستشفى، الذي يفتقد إلى الكثير من الإمكانات الطبية والتقنية، بعد لجوء مسؤوليه إلى تحويل المرضى لمستشفيات منطقتي عسير ونجران الحكومية والخاصة، في سبيل الحصول على خدمات طبية أفضل، في ظل النقص الحاد الذي يعاني منه المستشفى، الذي يخدم المئات من المرضى والمراجعين سواء المواطنين منهم أو المقيمين، إضافة إلى المرضى اليمنيين القادمين عبر منفذ علب الحدودي بأعداد كبيرة وبشكل يومي مما جعله محطة انتظار لتحويلهم إلى المستشفيات الأخرى، التي يأتي ردها في الغالب بالاعتذار لعدم وجود أماكن للتنويم.

وفي الجهة الأخرى، يعاني عدد من مراجعي قسم النساء والولادة من افتقاد أهم الأقسام بالمستشفى للإمكانات الطبية والتقنية في ظل غياب تام للأطباء في القسم، مما جعلهم يلجؤون للمراجعة بنسائهم خارج المحافظة، إما في مستشفيات حكومية أو خاصة، الأمر الذي سبب لهم معاناة نفسية ومادية.

وأبدى فيصل الوادعي "مراجع" دهشته من افتقاد قسم الولادة بالمستشفى إلى أطباء. وقال إنه اضطر في ظل المعاناة اليومية للمراجعة والانتظار إلى فتح ملف في مستشفى خاص بخميس مشيط، رغم أنه يقطع مسافة تزيد على 150 كلم، وتحمله تكاليف مادية كبيرة لم يكن ليدفعها لو تم توفير أطباء نساء وولادة في مستشفى ظهران الجنوب العام.

بدوره، حمل ناصر سعد القحطاني صحة عسير مسؤولية ما يعانيه مستشفى ظهران الجنوب من انعدام أطباء في قسم النساء والولادة. وقال إن هناك العشرات من المطالب والشكاوى ما تزال حبيسة الأدراج، لم يتم التعامل معها بكل مسؤولية، مما تسبب في إلحاق الضرر بالمواليد وأمهاتهم، فلم يعد مستغربا أن تقوم ممرضة بتوليد النساء دون اتباع الإجراءات الطبية السليمة أو تحويلهن إلى مستشفيات خارج المحافظة، وما يترتب على ذلك من خطورة على حياة الجنين والأم التي يجب عليها الانتظار كثيرا حتى تصل الموافقة المرتبطة بتوفر سرير.

الناطق الإعلامي في صحة عسير سعيد بن عبدالله النقير، أوضح في تصريح إلى"الوطن"، أن قسم الولادة بمستشفى ظهران الجنوب العام يتوفر به أخصائيتا نساء وولادة، إحداهما على رأس العمل والأخرى مجازة إلى جانب ثلاث مقيمات على رأس العمل يعملن كمساعدات للطبيبات دون أن يكون لهن تدخل جراحي. وقال إن لجنة القوى العاملة بإدارة الطب العلاجي بالمديرية ستنظر في دعم المستشفى بعدد آخر من الأخصائيات عند توفرهن، إذ يعد هذا التخصص من التخصصات النادرة.