الآن، والآن فقط، سأعتذر لكل مدرب مرّ على الأهلي، وسأقول له: سامحني يا كوتش، فقد أخطأت في حقك، يوم حملتك مسؤولية تواضع الأهلي، وانهزاميته، وعدم قدرته على مقارعة منافسيه، أو حتى من هم أصغر منه، والذين أصبحوا يتطاولون عليه.

سأبدأ من النرويجي سوليد، آخر مدربي الأهلي، فربما كان لديه شيء يريد أن يفعله، فوقفت الظروف في طريقه، ولم يسعفه الوقت، وذهبت كل مخططاته وأفكاره مع الريح، لأنه يتعامل مع ثقافة عربية.

يكشف تقرير الزميل فيصل الغامدي المنشور في "الوطن" في عدد أمس عن تنوع المدارس التدريبية التي استعان بها الأهلي في السنوات الثلاث الأخيرة. ومع ذلك رسبوا كلهم في فك "شفرة" الفريق الأخضر.

إن نجاح المدرب الصربي المغامر نيبوشا ميسكوفيتش مع الفريق الأهلاوي، وتحقيقه بطولتين أمام المنافس التقليدي الاتحاد، وهو المدرب الذي لا يحمل تاريخا تدريبيا يعني شيئا واحدا، هو أن اللاعبين فقط، هم من يمسكون بزمام الأمور في فريق كان سيد البطولات.

ربما هي إحدى الحالات الغريبة، وغير المفهومة، ولكنها حصلت في الأهلي، فمعه لم ينجح المدرب الفرنسي صاحب الاسم الكبير لوشانتير، وحضر الأرجنتيني ألفارو وعاد إلى بلاده، وعجز قبله الألماني بوكير الذي نجح مع الإسماعيلي والوحدة، ولكنه فشل مع الأهلي.

قبل البحث عن المدارس التدريبية، فإن على إدارة النادي أن تبحث عن مدارس خاصة تختص بتنمية القدرات عند اللاعبين، والعمل على رفع درجة الاستيعاب لديهم، لأنهم على ما يبدو لا يشعرون بحجم ما يفعلون، وربما أنهم لا يدركون.. وإنكم لمسؤولون.

قلت في مقال سابق في مثل هذا الوقت من العام قبل الماضي: إن لاعبي الأهلي لا يهتمون بما يحدث من حولهم، لا يهمهم إن كان جارهم الاتحاد أصبح بطلا، في الداخل والخارج، ووصل إلى العالمية، وهم ما زالوا يعيشون على أفراح بطولة الأندية الخليجية، فقد ماتت الغيرة في داخلهم.

حتى سيرجيو فارياس الذي حرم الاتحاد من بطولة دوري أبطال آسيا، وحولها إلى فريقه الكوري المغمور، استعان به الأهلي، وقدم له عقدا مغريا، لعل وعسى أن يفعل مع الأهلي ما فعله مع فريق بوهانج ستيلرز الذي أوصله إلى كأس العالم للأندية.

ورغم كل هذه الاختيارات، وهذه الرغبة من المخلصين في الأهلي ـ واضغطوا على "المخلصين" ـ، لأنهم قليلون في هذا النادي العريق، أصبح حال الأهلي مع المدربين أشبه بمن يستقدم عاملا بتأشيرة زيارة، أقلها أسبوعين وأكثرها مدة شهرين أو ثلاثة أشهر.

ومع كل هذه الانكسارات، يبقى الأمير خالد بن عبدالله ـ قلب الأهلي ـ الذي يضخ حبا ودعما، وعطاء متدفقا، وشلالا يصب في شارع التحلية، وبدلا من أن تعشب الأرض، وتتفتح الزهور، بقي شارع التحلية صحراء قاحلة.

لك أيها الأمير الوقور أقول: أعانك الله على عشقك، و"بيض الله وجهك"، فما قدمته للفريق في المواسم الأخيرة، لم تفعله شركات الاتصالات المتعددة مع الأندية الراعية لها، فأي جحود هذا الذي يقابلك به لاعبو الأهلي، وهم يعرفون أن عقودهم لم يدفعها غيرك، وأن ظروفهم لن يحلها أحد سواك.

فكم من محتاج أعطيته، وكم من موقف إنساني سجلته، وأنت "الأول" في النادي الأهلي، وترفض إلاّ أن تكون بين الناس، لم تستغل في يوم من الأيام اسمك ومكانتك الاجتماعية لتفرض رأيا، وأنت جدير بذلك، وكنت وما زلت تؤمن بالشورى.

ورسالتي للأمير فهد بن خالد، بأن عليه أن يرفع للاعبين شعار "أنتم موظفون" في النادي، وبقدر ما ستعطون ناديكم سنعطيكم، وأقترح عليه وقف مكافآت الفوز مؤقتا، حتى ولو جاء أمام الاتحاد أو الهلال، حتى يشعر جمهور الأهلي أن فريقهم عاد.

فاصلة:

الركلة التي تأتيك من الخلف تدفعك إلى الأمام.