كعادته في خلق المواقف ومسايرة الحدث، قدم الكاتب أحمد العرفج صورة جديدة للمشجع المثالي، حين تحول موقتا إلى تشجيع النصر بعد إخفاق فريقه الاتحاد في البقاء في دائرة المنافسة، وتطور معه الحال إلى إعلان احترافه تشجيع النصر مقابل مبلغ مالي مجزٍ، يؤكد أنه يعادل راتب معلم قديم لمدة عام كامل. هذا الموقف من العرفج رغم ما شابه من مادية، لأن التشجيع والانتماء "أشياء لا تشترى" كما يقول شاعرنا أمل دنقل، إلا أنه يمثل حالة صحية جيدة، فالمشجع المثالي هو من يتخلى عن تعصبه تجاه فريقه ويشجع اللعبة الحلوة والفريق الذي يقدم كورة مميزة، والنصر يقدم هذه الأيام فنا مختلفا داخل الملعب وخارجه، فلا تثريب على العرفج لو شجع النصر، دعما للفن والإبداع العالمي.المشجع المحترف العرفج استطاع بهذا الموقف أن يضرب ثلاثة عصافير بحجر، أولها أنه تخلى عن الحزن على حال فريقه وارتمى في أحضان فرح النصراويين، ثانيا هو أوعز بشكل أو بآخر لبقية المشجعين بألا يخفون انتماءهم للفرق الأخرى، وألا يستسلمون للإحباط المصاحب لفريقهم، وثالث العصافير وهو السمين أنه حصل على مبالغ مالية مقابل هذا التحول وهو ما يعني أن التشجيع من الممكن أن يحقق دخلا لصاحبه متى ما امتلك الفكر العرفجي وقوة الحجة، لكن السؤال الذي يطرحه الاتحاديون على صديقهم العرفج: ماذا لو غاب الاتحاد طويلا عن البطولات، هل سيعيش تحولات المواسم ويشجع كل عام فريقا؟.