"الأمراض تفشت أنقذونا"، نداء أطلقه أهالي حي الفيصلية بعرعر بعد أن حاصرت منازلهم القاذورات والنفايات وكثرة المستنقعات التي توالدت على بركها الآسنة الحشرات الناقلة للأمراض ليذهب ضحيتها أول عشريني مصاب بالكبد الوبائي بحسب ما أثبتته التحاليل والفحوصات بعد تنويمه بالمستشفى، فيما لا تزال الشركة المتعاقدة مع أمانة الحدود الشمالية في سباتها العميق دون الاكتراث بتدني مستوى النظافة.

وأرجع مواطن - فضل عدم ذكر اسمه- تفشي الفيروسات التي أوقعت بالشاب العشريني إلى الإهمال وكثرة المستنقعات أمام منزله التي أدت إلى توالد وانتشار الحشرات والأمراض، وهو ما دفع أهالى الحي إلى التقدم بعدة شكاوى لوضع حد لهذه الكارثة – حسب وصفه –.

خالد الحمد أحد أبناء الحي، قال لـ"الوطن" إن غياب سيارات النظافة جعل الحي مشوهاً وأدخل الرعب إلى ساكنيه خوفاً من نقل الأمراض الناتجة عن تدني مستوى النظافة، مبيناً أن تكدس أكوام النفايات أصبح مشهداً مألوفاً ومزعجاً لساكني هذه الأحياء، مشيراً إلى ما تخلفه هذه النفايات من انبعاث روائح كريهة تزعج ساكني هذا الحي.

واتفق معه علي الحازمي وزاد أن تراكم النفايات زاد معدل التلوث وتكاثر الحشرات وتصاعد روائح النفايات الكريهة التي تتراكم من عدة أيام في ظل غياب سيارات البلدية عن أجزاء واسعة من الحي.

على الصعيد نفسه، حذر عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية أستاذ العلوم في تخصص الأحياء الدقيقة الدكتور حمدي الرفاعي عجوة من تدني مستوى النظافة وبقاء النفايات في الحاويات، مؤكدا أن ذلك يشكل خطراً صحياً خصوصاً في الأماكن المكتظة بالسكان، كون هذه الحاويات تصبح مجمعا للحشرات وملايين البكتريا التي تنشر الأمراض، خصوصاً أمراض الجهاز الهضمي مثل الكوليرا والتيفوئيد، وغالباً ما تصيب الأطفال بالأمراض المعوية والالتهابات التي يصحبها إسهال وجفاف، وقال إن المستشفيات في عرعر شهدت الأسبوع الماضي بالفعل بعض هذه الحالات.

أمانة المدينة، اعترفت بتدني مستوى النظافة التي تشهدها بعض أحيائها إثر رصد عدد من الملاحظات بهذا الشأن، ولفتت إلى أنه جرت إعادة هيكلة الإدارة وتعزيزها بفرق ستقوم بمسح الأحياء بشكل يومي مدعمة بآليات ومعدات لتحسين وضع النظافة والارتقاء بالخدمات التي تقدمها الأمانة للأحياء.

ووعد وكيل أمانة منطقة الحدود الشمالية المهندس خميس دلاش الحازمي بتحسين مستوى النظافة في حي الفيصلية من خلال الشركة التي ستباشر عملها خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن الأمانة تستفيد من بعض الملاحظات والشكاوى التي ترد إليها لتطبيق العقوبات النظامية بحق الشركة المقصرة في حال رصد أية ملاحظات.