لم يعد "التدريب المباشر" هو المسيطر على عالم تدريب المجموعات والأفراد، فمنذ خمس سنوات تقريباً، بدأ نجم تدريب الأون لاين، يطفو على السطح شيئاً فشيئاً، ففجوة الثقة كانت شبه منعدمة بهذا النوع من التدريب، إلا أن الهوة بدأت تردم إلكترونياً، خلال العامين الأخيرين، بفعل عوامل عديدة كما يقول اختصاصيو التدريب.

مراكز تدريب كثيرة موجودة في العالم الافتراضي، متخصصة في تقديم الدورات التدريبية عن بعد، وليس في مجال محدد، بل في مجالات نوعية كثيرة استشارات أسرية، دورات إدارية متخصصة في بناء فرق العمل على سبيل المثال، دورات مهنية صحافية، وغيرها من الدورات الأخرى.

يقول متخصص في شؤون التدريب عن بعد هيثم السامرائي لـ"الوطن" إن ثلثي تدريب موظفي الشركات أصبحا على شبكة الإنترنت. وأضاف أن عوامل الثقة والتدريب النوعي وقلة التكاليف ومصدر الأمان في التحولات الإلكترونية عموماً، وتطور ثقافة التعامل مع الشبكات الإلكترونية، تعد عوامل حقيقية في تصاعد التدريب الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت.

ويقول السامرائي: "إن تعقيدات ما يحصل في المنطقة العربية، عزز أيضاً تدريب أون لاين كثيراً، فأضحت النافذة الإلكترونية سبيلا لتطوير الذات"، ويرى أن ارتفاع كلفة الدورات التدريبية المباشرة مثلت عامل تحفيز لدورات الأون لاين، التي أصبحت أكثر احترافية من المباشرة من حيث تطوير المحتوى المقدم.

عدد من المواقع المتخصصة في تقديم دورات التدريب عن بعد، كانت تركز على نوعية ما تحتويه الحقيبة التدريبية من مواد فيلمية تعليمية في مجال التدريب المحدد، أيضاً بتركيز على تقديم الدورة المباشرة للمستخدمين، بأسعار رمزية وشهادات دولية معتمدة، إلى جانب البرمجيات التي تساعد على حل التكاليف (الواجبات) عن بعد، إضافة ميزة أخرى تقديم الدورة لأكثر من منطقة جغرافية في وقت واحد، وهو ما يعني فتح أسواق جديدة إلكترونياً. ولغة التأكيد كانت حاضرة في محتويات تلك المراكز التي ترى أن التوجهات المستقبلية هي لصالح الدورات الإلكترونية التي سيروج سوقها بشكل كبير في المنطقة العربية بشكل عام والخليج بشكل خاص.

ويمكن ملاحظة أن "التسويق الإلكتروني" كان لاعباً حيوياً في تقديم تلك الدورات لمجاميع كثيرة، كاستخدامها للمجموعات البريدية الكبيرة في hotmail، وإعلانات الظهور التجاري منخفضة التكاليف في السكايبي وجوجل، وغيرها من الطرق الإلكترونية الأخرى.