فكرة منع الإسعاف بحجة الاختلاط أو كشف الوجه، وإن دحضتها جامعة الملك سعود، إلا أنها فكرة تجد قبولا خفيا في أذهان الغالبية منا من فكرة السماح الفوري للإسعاف بين الطالبات كاشفات الوجوه. نشرت الجامعة بيانا يوضح بالدقائق وقائع الحادثة، وصرحت شقيقة "آمنة" بأن الجامعة عرقلت دخول الإسعاف لمدة ساعتين.

الإسعاف وصل خلال دقائق، وهذا وحده ما يتفق عليه بيان الجامعة مع تصريح شقيقة "آمنة". لكن الشقيقة تحدد بداية الحالة بالساعة 11، بينما بيان الجامعة يكتفي بالقول "تعرضت الطالبة ـ يرحمها الله ـ في ذلك اليوم لأزمة قلبية حادة فبادرت المشرفة على الطالبات في الموقع بالاتصال بالعيادة الداخلية في مدينة الطالبات في تمام الساعة (12:15)، وعند الساعة (12:20) حضرت ممرضتان ثم تلتهما الطبيبة التي كانت تباشر حالة في كلية أخرى". أميل إلى تصديق بيان الجامعة، مع أن البيان أغفل وقت حدوث الحالة، كما أن وكيل الجامعة للمشاريع يذكر أنه "تم إخلاء المنطقة من الموظفات والطالبات من قبل منسوبات السلامة والأمن الجامعي، ووضع دورية لاستقبال سيارة الإسعاف وتوجيهها للموقع" وهو إجراء يتطلب وقتا، إضافة إلى ما قاله مدير وحدة السلامة والأمن عن ترتيب دخول الإسعاف "عن طريق بوابة رقم 5، وفتح بوابة الخدمات القريبة من موقع مبنى كلية الآداب وتجهيزها بوقت كاف".

"وقت كاف" لا أعلم كيف يتم تجهيز بوابة لدخول سيارة إسعاف، إن هذا "التجهيز" أضاع وقتا، كل ثانية مهمة حين يتعلق الأمر بحياة إنسان، هذه الحياة التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار.

صحيح أن الوحدة العلاجية فقيرة بشريا، لكن إرسال ممرضتين لمعالجة ذبحة قلبية أمر مرفوض، لم يحدد بيان الجامعة متى حضرت الطبيبة الوحيدة لتعاين الحالة وتكتشف أن الجهازين القلبي والرئوي متوقفان.

رحم الله الفقيدة، ونتمنى أن تصدر الجهات المعنية أوامر واضحة بسرعة دخول سيارات الإسعاف إلى الجامعات دون إعطاء أي اعتبار إلا للحياة نفسها.

كم مرة شهد أحدنا حادثا مروريا ضحيته النساء ولم يجرؤ أحد من الاقتراب منهن.

أحد المتهمين هو من زرع فينا هذا الورع الكاذب، وهذا العفاف الخبيث.