أكد الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية الدكتور لؤي المسلّم، أن كميات المياه المتوقع ضخها بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام ستصل إلى نحو 10 ملايين متر مكعب، لافتا إلى أن الشركة وضعت منذ وقت مبكر الخطط التشغيلية لإدارة قطاع المياه في موسم حج هذا العام بمنظومة مستدامة من التحضيرات تميزت بهيكل تنظيمي حديث يلبي احتياجات الموسم مع رفع الكفاءة التشغيلية.

وقال في حديث إلى "الوطن" إن الضخ اليومي للمياه بمكة المكرمة سيبلغ نحو 600 ألف متر مكعب في اليوم، مبينا أن نجاح الشركة في إدارة موسم الحج مرتبط بشكل مباشر مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الداعم الأول والشريك الاستراتيجي في توفير المياه بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وأفاد بأن الخطة التشغيلية تعتمد على تأمين المياه من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وذلك بكميات تصل لنحو 200 ألف متر مكعب يوميا من محطة التحلية بالشعيبية "1 و2"، إضافة إلى 360 ألف متر مكعب من محطة الشعيبية "3" التابعة للخزانات الجديدة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، علاوة على كمية أخرى تقدر بـ10 آلاف متر مكعب يوميا من مشروع مياه وادي ملكان.

وأوضح المسلم أن الشركة عملت على إعداد خطة متكاملة في حالة الأزمات المائية من خلال الاستعانة بالخزن الاستراتيجي للمياه، الذي تصل طاقته الاستيعابية لنحو 2 مليون متر مكعب مع تأمين صهاريج احتياطية مثبت عليها صنابير تمت جدولتها بهدف توزيعها على مناطق مختلفة من المشاعر المقدسة لاستخدامها في الحالات الطارئة.

وبين أنه توجد 25 منطقة صيانة تتضمن فرقا للتشغيل والصيانة موزعة في عرفة، ومزدلفة، ومنى، لافتا إلى أن حجم الخزن الاستراتيجي الحالي بمكة المكرمة يصل إلى 1.6 مليون متر مكعب.

وأكد الرئيس التنفيذي أن الشركة قامت بترسية المرحلة الأولى من مشروع الخزن الاستراتيجي للمياه بمكة المكرمة، وحالياً في إجراءات تسليم الموقع للمقاول بتكلفة بلغت نحو 430 مليون ريال، حيث تمثلت في الموقع الأول في إنشاء أربعة خزانات بسعة 560 ألف متر مكعب والذي سيخدم بشكل أساسي الحرم المكي الشريف، فيما سيكون الموقع الثاني الواقع بمنطقة المعيصم بطاقة استيعابية قدرها 760 ألف متر مكعب.

وقال إن الشركة تعكف أيضاً على إنهاء دراسة المرحلة الثانية للخزن الاستراتيجي للمياه بموقع الشرائع بمدينة مكة المكرمة بطاقة استيعابية قدرها 760 ألف متر مكعب، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية ومن ثم تجهيز مستندات الطرح، إذ من المتوقع طرح المشروع في نهاية السنة المالية الحالية وبتكلفة تصل إلى 340 مليون ريال.

وأضاف أن شركة المياه الوطنية تعتمد على خطة استراتيجية لتحقيق الأمن المائي بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، من خلال زيادة الخزن الاستراتيجي للمياه بمكة المكرمة ليصل إلى 5 ملايين متر مكعب، وذلك من خلال تنفيذ مرحلة ثالثة ورابعة للخزن الاستراتيجي بسعة 1.5 مليون متر مكعب وبتكلفة مالية تبلغ نحو 700 مليون ريال، وبذلك تصبح تكلفة جميع المراحل الأربعة حوالي 1.5 مليار ريال.

وأفاد المسلم بأنه مع انتهاء المراحل الأربع للخزن الاستراتيجي في مكة المكرمة سيحقق ذلك ضمان استمرارية إمدادات المياه لنحو عشرة أيام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في حال توقف مصادر المياه عند حدوث أي أعطال طارئة ولأسباب خارجة عن الإرادة، إذ إن المرحلة الأولى ستنتهي في منتصف عام 2015، ومن المتوقع الانتهاء من المراحل الأربع بشكل كامل خلال الثلاثة سنوات المقبلة.

وحول التوعية، أوضح أن الشركة استعدت للبدء في زيادة التوعية لدى ضيوف الرحمن للاستخدامات المثالية للمياه، بالإضافة لأهمية المحافظة على الممتلكات العامة والتي من ضمنها دورات المياه وذلك عن طريق نشر البرشورات التوعوية بعدة لغات، وتفعيل خدمة رسائل الجوال SMS وإعداد مواد توعوية بنفس اللغات وإرسالها للحجاج بالتنسيق مع شركات الاتصال في المملكة.

وذكر أن عدد دورات المياه التي تديرها الشركة في المشاعر المقدسة يصل مجموعها إلى 3300 مجمع دورات مياه تحتوي على نحو 70 ألف دورة مياه خاضعة لأجهزة مراقبة حديثة.

وفيما يتعلق بالصيانة، أفاد الرئيس التنفيذي بأن عدد طواقم التشغيل والصيانة يصل إلى نحو 2600 عامل وفني من قبل المقاولين المعتمدين، إضافة إلى (380) فنيا وإداريا من قبل الشركة، في حين وقعت الشركة عدة عقود متخصصة للصيانة وتحديث أجهزة مراقبة دورات المياه بالمشاعر وزيادة اللوحات الإرشادية واستبدال التالف منها، كما رفعت الشركة عدد الفنيين إلى الضعف لمراقبة جودة المياه.

ولفت إلى أن الشركة وضعت عدة وسائل للتواصل مع الحجاج في تقديم الخدمات، كالمختبرات المتنقلة لفحص عينات من المياه والتأكد من جودتها، ووضع إرشادات إعلانية في مواقع الخدمات.

وتتضمن الوسائل، إيجاد عدة نقاط للتواصل مع عملائها بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة حيث تعمل الشركة على مدار الساعة من خلال مركز خدمة العملاء ومراكز الاتصال ومحطات التعبئة، وذلك بالاتصال على الرقم المجاني الموحد (8004411110) ورقم الطوارئ (939).

وعن الأهداف، أوضح أن أهمها خدمة الحرمين الشريفين من خلال الضخ المستمر والمتابعة لهذا الضخ على مدار الساعة وفق آليات تقنية حديثة، وتوفير ماء زمزم المبارك لزوار المدينتين المقدستين، بطرق سهلة ومريحة وحضارية مستخدماً أحدث الآليات الأوتوماتيكية لضمان نقاوة مياه زمزم وفق المعايير العالمية منذ خروجها من البئر وحتى وصولها للمصنع ثم تعبئتها في عبوات بلاستيكية بسعة عشرة لترات وتوزيعها على المستهلكين.

وتشمل الأهداف، تخفيف الضغط والازدحام على منطقة الحرم الشريف، وضمان الحصول على مياه زمزم النقية بكل يسر وسهولة، والمحافظة على الصحة العامة بتأمين شروط التنقية والتعبئة والتوزيع الآمن لماء زمزم، وتسهيل حصول الحجاج والمعتمرين على العبوات من خلال التنسيق المسبق مع حملات الحج.

وحول الاستعداد لموسم الحج، أفاد بأن الشركة أخذت في الاعتبار النمو المرتفع للطلب على هذه المياه المباركة، حيث يشرف على المشروع فريق من الفنيين المتواجدين في الموقع وتمت زيادة أعداد الموظفين الموسميين السعوديين في نقاط البيع ونقاط التوزيع، فيما تم إنتاج نحو 55.5 مليون عبوة لمياه زمزم حتى نهاية شهر ذي القعدة، إلى جانب رفع الطاقة الإنتاجية اليومية بنسبة 50% لتفي بحاجة الراغبين في المياه المباركة، لافتا إلى أنه سيتم قريباً إنتاج عبوات ماء زمزم بسعة 5 لترات.