في قوانين الملاكمة العالمية حينما يسقط الملاكم بالضربة القاضية، يتوجب على الملاكم الآخر أن يتجه إلى زاوية الحلبة، كي يتيح الفرصة للحكم أن يقوم بالعد من واحد إلى ثمانية.. فإن نهض الملاكم يتوقف الحكم عن العد وتستمر المباراة.. وإن لم ينهض تعتبر المباراة منتهية ويعلن الحكم فوز الملاكم الآخر!
واجه تجار الغذاء المواطن في مباراة الملاكمة الأولى مطلع شهر رمضان المبارك.. وحينما سقط المواطن بالضربة القاضية الفنية لم يكمل الحكم العد! بل ترك الحلبة وغادر إلى منزله! وترك التجار يواصلون اللكمات على رأس المواطن المسكين في مخالفة صريحة لأنظمة الملاكمة العالمية.. كانت لكمات تجار الغذاء عنيفة ومستمرة طيلة شهر رمضان المبارك!
هذه الأيام نشهد المباراة الثانية التي تجمع المواطن المغلوب مع تجار الملبوسات.. والمشكلة أن الملاكمة هذه المرة تفتقد لأهم الشروط العالمية.. إذ إن أبرز شروط الملاكمة هي التكافؤ.. والمتباريان غير متكافئين لا قوة ولا وزنا ولا مهارة!
ولأن هذا المواطن "منحوس ومتعوس وملحوس"! فسيدخل المباراة الثالثة بعد العيد مباشرة.. وجروحه ما تزال تنزف و"منين ابتدي يا جرحي الندي.. حسبي على الأيام والحظ الردي"!، حيث سيقف وجها لوجه أمام تجار القرطاسيات والمكتبات و"المراييل"!
المواطن لم يغيّر أساليبه الدفاعية ولا يزال فاردا ذراعيه وهو ما يؤكد أن "ضلوعه" ستتهشم! ناهيك أنه سيدخل المباراة دون قفازات ودون واقٍ للرأس والأسنان! مؤكدا أن المباراة ستشهد لكمة وهمية باليسرى ثم لكمة قاضية ساحقة باليمنى! وهو ما سيجبر المواطن على إعلان الاعتزال فوراً! ما لم يحصل على دعم أو مساندة من أي نوع!
الخلاصة: لا أبالغ إن قلت إن الناس تضع أيديها على قلوبها خوفاً من أن يتم إيقاف بدل الغلاء في شهر محرم القادم.. هذا البدل تم وضعه لكي يتمكن الموظف الحكومي من مواجهة الغلاء.. لكن المشكلة أن المواجهة مستمرة.. يفترض أن يتم استمرار الزيادة لمرة رابعة لتصبح 20%.. فإن لم يكن فليس أقل من استمراريتها بقيمتها الحالية.. "الدولة كريمة وقادرة والمواطن يستاهل".