بين كل هذا الهطول اليومي الغزير من البرامج على أرض اليوتيوب، يحضر برنامج "خمبلة" كأول عمل درامي حقيقي يقوم على فكرة رئيسية ومشاهد محبوكة وممثلين ظرفاء يؤدون أدوارهم بعناية.

التجارب الأخرى اعتمدت على "التوك شو" وتخللتها بعض الاجتهادات الدرامية، ونحن هنا نتحرك في دائرة الكوميديا، و"خمبلة" جمع نفرا من الشبان الموهوبين، بينهم من تخصص في الإخراج وحقل الدراما بصنيعة الابتعاث، وانعكس هذا جليا على حلقات العمل.

يفتح البرنامج مساحاته وإمكاناته الإخراجية للصورة بإحساس كبير، والصوت ممثلا في الحركة والموسيقى التصويرية، لتكون مصدرا من مصادر الكوميديا، بحيث تأخذ النص من نطاق الحوار الى التشكيل المتوازن بين الفكرة والمشاهد وأداء الممثلين.

بدأ البرنامج بسقف عال في الطرح وطرق مكامن صعبة، مستفيدا من وجوده على الشبكة غير الخاضعة للرقابة، ولكن يبدو أن حسابات الراعي أو المعلن أعادت السقف إلى سيرته الأولى في حلقات البرنامج الأخيرة، وهو الأمر المبرر وعلى مضض.

"خمبلة" الكلثمي والبتيري ورفاقهما يحقق أرقاما مرتفعة في المشاهدة، ويقدم وجوها جديدة من الممكن أن تصنع الفرق لمستقبل الكوميديا المحلية، والفريق يسير بخطى محسوبة ومتجددة، ويلزمهم فقط الخروج من دائرة التوجه الشبابي الصرف وملامسة هموم المجتمع بكافة أطيافه، حتى تصل الرسالة جيدا.