أكد مصدر أميركي مطلع أن واشنطن أمدت فريق التفتيش الأممي الذي بدأ مهمة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية بأجهزة ومعدات متطورة تساعده على أداء مهمته على الوجه الأكمل وفي أسرع وقت ممكن. وقال السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد: إن الفريق الأممي يتبع أسلوباً حديثاً في عمله يعتمد على تسيير آليات ثقيلة على الأسلحة، وإنه يركِّز خلال المرحلة الحالية على تدمير الرؤوس الحربية للصواريخ والقنابل الكيماوية التي يمكن إلقاؤها من الجو، ووحدات المزج والتعبئة الثابتة والمتحركة. وذلك للتأكد قبل نهاية هذا الشهر من أن مواقع إنتاج الأسلحة لن تكون صالحة للاستخدام. وأضاف فورد أن الالتزام الذي أبداه النظام السوري يعود إلى تعليمات موسكو الواضحة له بضرورة الامتثال التام لتدمير ترسانته، وأن ذلك مرده إلى تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لنظيره الروسي سيرجي لافروف، قبل إصدار قرار مجلس الأمن الخاص بتدمير الأسلحة السورية، من أن أي مماطلة من جانب دمشق في تنفيذ القرار ستكون مبررا كافياً لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، وأن بلاده على استعداد لاتخاذ هذا القرار فورا. كما حذر فورد من أن النظام ربما يكون قد لجأ لاستخدام أسلوب المكر والخديعة في تعامله مع المجتمع الدولي، مشيراً إلى أنه حرص على التعاون مع البعثة الأممية في بداية عملها لينتزع اعترافاً بالتعاون من الولايات المتحدة، ومن ثم يلجأ لأسلوب المماطلة والمراوغة، حتى إذا ما انتقدته واشنطن فإنها ستظهر بمظهر المتناقض.

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة أن فريق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الذي يعمل في سورية ستتم زيادته في القريب العاجل ليصل إلى 100 خبير من أجل إنجاز مهمته في أسرع وقت ممكن. وقال الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، في رسالة لمجلس الأمن "ستكون عملية تدمير الترسانة السورية من أخطر العمليات التي نفذتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تاريخها، نظراً لضخامة تلك الترسانة. كما أن تلك المواد خطيرة في التعامل معها ونقلها، وحتى أثناء تدميرها".

في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة أمس، استعدادها للموافقة على مشاركة إيران في مؤتمر "جنيف 2" للسلام إذا أيدت علانية البيان السابق الذي صدر عن المؤتمر الأول الذي عقد العام الماضي، والذي يطالب بتشكيل حكومة انتقالية بسورية. وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، إلى عدم ممانعة بلادها في إسناد دور لطهران، شريطة الالتزام بما تم الاتفاق عليه في "بيان جنيف" الصادر في 30 يونيو من العام الماضي. وقالت "كنا واضحين في مرات عديدة بشأن دور إيران الهدام في الأزمة السورية، وننتظر من أي طرف يود إدراجه في المؤتمر المرتقب أن يقبل ويؤيد علانية البيان السابق. فإذا كانت إيران مستعدة لذلك فسنبحث إمكانية مشاركتها بشكل أكثر انفتاحاً".

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس: إن بعض المساعدات "غير القتالية" مثل المواد الغذائية والأدوية ما زالت تصل إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، رغم إغلاق معبر حدودي مهم في شمال البلاد في الآونة الأخيرة. وقالت في بيان: "على الرغم من الوضع المتأزم على الحدود التركية السورية، فقد استمر تدفق الأنواع المختلفة من المساعدات الإنسانية، بمساعدة أعضاء المعارضة المعتدلين والنشطاء الموثوق بهم". وأضاف البيان "لضمان سلامة شركائنا الذين يعرضون حياتهم للخطر يومياًّ لتسهيل تسليم هذه المساعدات لا يمكن أن نخوض في تفاصيل إضافية". وكان فورد قد وعد بزيادة المساعدات الأميركية للمعارضة خلال اجتماع عقد في مطلع الأسبوع الجاري في إسطنبول مع قائد الجيش السوري الحر اللواء سالم إدريس.