تعاني الحياة الثقافية العاصمة العراقية بغداد في أعقاب موجة الهجمات المميتة التي تعرضت لها المدينة في الآونة الأخيرة، من ضعف تمويل الأعمال الفنية، وقلة صالات المعارض بالمدينة، ومعظم دور العرض السينمائي والمسارح موصدة الأبواب. وعلى الرغم من الوضع الأمني فإن شارع المتنبي الذي يعج بالمكتبات ويعد مركزا ثقافيا في بغداد لا يزال منطقة تحظى بتردد الجمهور عليها. وقال علي السراي، عضو بيت الشعر العراقي "الوضع الأمني يؤثر على المشهد الثقافي. لكن الناشط الثقافي خبر كيف يعمل منذ عام 2003 وحتى اليوم. وأضاف السراي "مثلا نحن في بيت الشعر العراقي عندما نريد أن نعقد اجتماعا نحن لدينا غرفة في شارع المتنبي. أو نذهب للمقاهي، هذه المقاهي قبل أشهر وحتى هذا اليوم تتعرض للتهديد ولذا اضطررنا إلى نقل بعض الاجتماعات إلى فضاء الفيس بوك في ساعة معينة لنتبادل الآراء". وما زال تمثال الشاعر أبو الطيب المتنبي يذكر العراقيين بإرثهم الثقافي الثري. ويقول أصحاب صالات العرض الفني وجامعي الأعمال الفنية في المنطقة: إن بعض أفضل قطع الفن المعاصر تأتي من فنانين عراقيين مثل هناء مال الله، أو حليم الكريم، لكن غالبيتهم يعمل في الخارج، وقال فنان عراقي، إن جمعية الفنانين التشكيليين ببغداد وهي جماعة غير حكومية تضم في عضويتها 1200 عضو بالمقارنة مع 4000 عضو فقط كانوا فيها في السنوات العشر الماضية. وانتقل كثير من أعضائها إلى كردستان العراق أو غادروا العراق.

وقال "عمر ياسين" طالب يدرس السينما: "أحتاج إلى تصريح من السلطات كي أصور أفلام تخرجي في أماكن عامة. والحصول على هذا التصريح شبه مستحيل".