أولا مصطلح "مذيع" لا يطلق على مقدم البرامج التلفزيونية والإذاعية، وإنما هو صفة لقارئ النشرة الإخبارية الذي يوصف هو الآخر بأنه ليس "صحفيا" لأنه مجرد "قارئ" لا يغير شيئا في المادة التي يقرؤها، ولكن في الحقيقة يبدو أننا أمام أزمة في المصطلحات، فالإعلان التجاري عبر الشاشات نسميه "دعاية".
عموما صاحب المؤهل السياسي والمولود في دولة الكويت قبل "44 عاما" طارق الحماد يخرج يوميا عبر إذاعة UFM عصرا متحدثا بارعا مع زميله محمد الخميس حول تفاصيل باردة وأخرى ساخنة، وعندما تغرب الشمس وتشتعل المباريات مساء يطل "طارق الحماد" مرة أخرى مقدما للاستديو التحليلي عبر القناة الرياضية السعودية لإدارة الحوار وقراءة المباراة قبل صافرة البداية وبعدها.
الإعلامي سليمان المطيويع ما لبث أن أصيب بنفس الداء حيث يخرج في نفس الإذاعة، ولكن تلفزيونيا عبر قناة روتانا خليجية عبر برنامجه "الملف الأحمر"، ويبدو أن بوادر هذا الفايروس يمضي قدما في الانتشار، والخشية في أن يكونوا قدوة لهذا المسار الخاطئ.
مفهوم ميثاق الشرف الإعلامي هو مجموعة من القوانين والمبادئ التي تحكم هذا المجتمع وبغيابه تفقد وسائل الإعلام الهوية والمنهجية في التعاطي مع الأحداث والقضايا ومسؤوليات العاملين فيها بطبيعة الحال، كما أن من مبادئ أخلاقيات الإعلام "استقلال الإعلامي" بتجنب تضارب المصالح وألا يسعى وراء أي نشاط يؤثر على كرامته ومهنيته.
إن الجمع بين وسائل الإعلام "مذيعا" أو "مقدما" يقدم إعلاما غير مسؤول لصورة الوسيلة حيث التخبط الإداري من زاوية وللمذيعين بسفك المسؤولية والموضوعية من زاوية أخرى.
عزيزي "المذيع" الارتباط بوسيلة إعلامية أخرى من باب التعدد "كزوجة ثانية" فيه تجديد وحيوية، لكنه لا يستمر وينعم عادة، فالخبرة والثقة والمستقبل مع الوسيلة الواحدة.